رفضت إيران الرد على طلب، مدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لزيارة طهران لبحث التعاون بين الجانبين، وفق ما نقلته، وكالة أنباء هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، اليوم الخميس، عن مصدر في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

وقال المصدر الإيراني، الذي لم يكشف عن هويته للوكالة، إنه ”لم يتم رفض طلب غروسي بالسفر إلى إيران“، مضيفا أن ”طلبه بشأن الزيارة لم يتم الرد عليه وظل دون إجابة“.

في معرض رده على ما ذكره مراسل صحيفة ”وول ستريت جورنال“ أخيرا بأن طهران رفضت طلب زيارة غروسي، لمناقشة التعاون بين الجانبين، قال المصدر ”هذا غير صحيح، لكن إيران أوقفت طلب غروسي، بالسفر إلى البلاد ولم تتخذ موقفا إيجابيا أو سلبيا تجاه هذا الطلب“.

وكان، غروسي، عبر الثلاثاء الماضي عن قلقه بشأن ”استمرار إيران بمنع مفتشي الوكالة من الوصول إلى أجهزة المراقبة“، مبينا إن ”هذا المنع، يعيق تحديث البيانات الموجودة لدى الوكالة الدولية“.

وقال غروسي إن ”على إيران تقديم تفسيرات لوجود آثار يورانيوم في مواقع غير معلن عنها“، مبينا أن ”إيران تزيد مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة ٦٠٪“.

ورد مندوب إيران الدائم في الوكالة الدولية، كاظم غريب آبادي، على ما ذكره غروسي، داعيا ”الوكالة الدولية إلى الحفاظ على حياديتها“، متهما إياها بـ“تضخيم القضايا حول إيران، تحت ضغط بعض الدول“.

وقال آبادي، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية ”‌لا يحق لأحد أن يطلب من إيران وقف نشاطاتها النووية استنادا إلى الاتفاق النووي“.

تعليق عمليات التفتيش

وفي سياق متصل، ذكر المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، في مقابلة مع نادي الصحفيين الشباب ”جوان“ الحكومية، إنه ”تم إيقاف عمليات التفتيش والمراقبة الشاملة للوكالة الدولية على البرنامج النووي الإيراني“.

وقال ”لكن يتم تنفيذ عمليات التفتيش المتعلقة بالضمانات، وفقا للقانون الدولي، وبطريقة عادية كما في جميع البلدان“.

وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اعتبر مساء أمس الأربعاء، استمرار نهج الوكالة الدولية، تجاه الملف النووي الإيراني، من شأنه أن يعطل عملية المفاوضات النووية المرتقبة بين طهران والقوى الدولية في فيينا، وذلك خلال محادثة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي ”شارل ميشيل“.

وكانت إيران بدأت منذ أيار/مايو 2019 بخرق بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد مرور عام على انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي وتشديد العقوبات على إيران.

وقامت إيران في نيسان/ أبريل الماضي برفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60% ونصب أجهزة طرد مركزية متطورة لتسريع عمليات التخصيب؛ ما أثار قلق الدول الموقعة على الاتفاق النووي والمجتمع الدولي.

وقالت طهران إن ”خطواتها تتماشى مع قانون شرعه البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه التيار المتشدد جرى التصويت عليه في أواخر كانون الأول/ديسمبر العام الماضي بذريعة مواجهة العقوبات.

وخاضت إيران 6 جولات من المفاوضات النووية في فيينا مع مجموعة “ 4+1 “ بمشاركة أمريكية غير مباشرة، ولم تسفر تلك المفاوضات عن أي تفاهم يعيد العمل بالاتفاق النووي.

وتوقفت المفاوضات النووية، بطلب من طهران في الـ20 من حزيران/يونيو الماضي، فيما قالت إيران إنها ”ستعود للمفاوضات بعد تشكيل الحكومة الجديدة“، ولم تحدد موعدا لاستئناف المحادثات.