استمرت حيرة العلماء على مدار 50 عاما ماضية بسبب أزمة الطاقة المتعلقة بكوكب المشتري حيث إن الكوكب المتواجد بعيدا عن الشمس يجب أن تسجل حرارته 163 درجة فهرنهايت، ولكن في واقع الأمر درجة حرارة الغلاف الجوي للكوكب العملاق تبلغ 798 درجة فهرنهايت.

ونشرت صحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، أنه من أجل التوصل إلى حل هذا اللغز ودرجات الحرارة التي تخالف التقديرات والدراسات، وضعت مجموعة من العلماء في جامعة ليستر البريطانية بالتعاون مع وكالة ناسا الفضائية خرائط حرارية لكوكب المشتري باستخدام مرصدKeck في هاواي، وتوصلوا إلى وجود شفق كثيف للغاية لا يغطي أكثر من نسبة 10% من الكوكب ولكنه هو الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.

وفسر العلماء هذه الظاهرة بأن هناك جسيمات مشحونة نابعة من قمر بركاني على كوكب المشتري يحمل اسم lo تم اكتشافه في شهر مارس الماضي بوساطة مركبة فضاء تابعة لوكالة ناسا، ويتم التقاطها من قِبل المجال المغناطيسي المحيط بالكوكب، وهي تعتبر مسؤولة عن ظاهرة الشفق الكثيفة المكونة من الأشعة فوق البنفسجية.

وأفادت الصحيفة أن نماذخ الغلاف الجوي للغازات العملاقة تٌشير إلى أن الشفق يعمل مثل ثلاجة عملاقة مع وجود طاقة حرارية يبعث بها خط الاستواء وينطلق في الغلاف السفلي في المناطق القطبية للكوكب.

وصرح جيمس أودونوغو، الباحث في وكالة الفضاء اليابانية JAXA وهو المؤلف الرئيس للدراسة، أنهم ابتكروا خريطة حرارية عالمية للجزء العلوي من الغلاف الجوي المحيط بكوكب المشتري.

وأكد أودونوغو أن في بداية الأمر لم تكن الإشارة واضحة لتكتشف وجود أي شيء خارج المناطق القطبية الموجودة في كوكب المشتري وتابع أنهم باستخدام تلسكوب من أكبر التلسكوبات الموجودة على الأرض على مدار سنوات ماضية ومن خلاله وضعوا خرائط حرارية تحتوي على تفاصيل جديدة أكثر دقة جعلتهم يتوصلون إلى ان درجات الحرارة المرتفعة.

تبدأ من داخل الشفق القطبي وبالرغم من مساحته الصغيرة التي لا تزيد عن 10% ولكنه هو العامل وراء درجات الحرارة المرتفعة.

وبالرغم من أن الأرض تحتوي على ظواهر شفق مماثلة تعرف باسم الأضواء الشمالية والجنوبية والناجمة عن تصادم ذرات الأكسجين والنيتروجين في الغلاف الجوي بالأيونات الصادرة عن الرياح الشمسية إلا ان الشفق على كوكب المشتري والذي يعزز من حرارته البركان القمريlo يجعله أقوى ظاهرة شفق قطبي في النظام الشمسي.