الأحد 28 أبريل 2024 10:51 مـ
حزب إرادة جيل

أوسكار المبدعين العرب تختتم موسمها الثاني بحفل كبير بالقاهرةندى لطرق مصرية آمنة و مركز بحوث النقل وأداة ستريت كي تعاونان لإطلاق مبادرة ”منطقة مدارس آمنة”رئيس مطورى القاهرة الجديدة يطالب الحكومة بمنح القطاع العقارى محفزات لتصدير العقار للخارجقوانين جديدة ”غير موفقة” تعرقل وصول المدخنين إلى استخدام بدائل منخفضة المخاطر للإقلاع عن التدخينبحضور تلاوي و الفقي و زخاري وشيرين فهمي..٢٥ متحدثا في يوم الوفاء لاسم الدكتور سرور في جمعية الاقتصاد والتشريعالعيسوي في ”معرض وتريكس”: توطين تكنولوجيا المياه ووسائل التحلية ومعالجة الصرف الصحي في افريقيا هدف استراتيجي ل”الدولي لرجال الأعمال”كوالكوم تعلن عن الشركات الناشئة المرشحة في القائمة المختصرة لمبادرة كوالكوم ”Make in Africa 2024”المصري الديمقراطي الاجتماعي يشارك في منتدى العالم العربي بعمانلواء أ.ح / صلاح المعداوى يكتب: مصر المحروسة بإذن اللهبرعاية وحضور وزير الرياضة توتال إنرجيز تُطلق مرحلة «دوري المنتخبات» للمرة الأولى في تاريخ بطولة دوري مراكز الشبابافتتاح المؤتمر السنوي الـ 44 لكلية طب عين شمسعمر جابر: اسم الزمالك كبير ولدينا جماهير فى إفريقيا لمساندة الفريق
منوعات

عظيمة .. يامصر بقلم فاروق شرف

حزب إرادة جيل

( بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي.. لكِ حياتي ووجودي، لكِ دمي، لكِ عقلي ولساني، لكِ لُبّي وجناني، فأنتِ أنتِ الحياة.. ولا حياة إلا بكِ يا مصر ).
* ( نشيد بلادى الوطني ) التى ألفها الكاتب / محمد يونس القاضى عام 1923م وهذا النشيد مشتق من كلمات ألقاها الزعيم الوطنى مصطفى كامل فى إحدى أشهر خطبه عام 1907م وقام بتلحينها الفنان خالد الذكر المسيقار / سيد درويش إحتفالاً بعودة الزعيم سعد باشا زغلول من المنفى.
* وبدعوة كريمة من صديقى المحترم الخلوق / محمد حسن سيد درويش حفيد فنان الشعب سيد درويش وذلك بمنزله بالقاهرة – روض الفرج – شارع جزيرة بدران – حارة جامع خورشيد.
* ولد سيد درويش بحى كوم الدكة بالأسكندرية فى 17 مارس عام 1892م فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى وذلك بعد مرور 10 سنوات على الإحتلال البريطاني للأراضي المصرية وقد كانت مصر يومئذ تابعة للخلافة العثمانية .. ألحقه والده بكتاب ( سيدى أحمد الخياش ) الذى مكنه فى خلال سنتين من حفظ كتاب الله ثم إنتقل إلى مدرسة ( حسن حلاوة ) تلك المدرسة التى كان بها مدرس مغرم بالغناء الأمر الذى جعل سيد درويش أن يكون من أشد الطلبة إقبالاً على حفظ وإستيعاب تلك الأنغام والتى أظهرت موهبته التى جعلت مدرسه أن يحيطه برعايته وحسن تدريبه إلى أن أصبح رئيساً لفرقته .. وبعد ذلك إنتقل سيد درويش إلى مدرسة ( ىشمس المدارس ) بحى راس التين .. وكانت المصادفة أن أحد مدرسيها كان يعمل ليلاً بفرقة الشيخ سلامة حجازى فكان الإكتشاف لهذا الفنان الموهبة.
* في عام 1905م إلتحق سيد درويش بالمعهد الديني بمسجد إبي العباس بالإسكندرية، ثم انتقل إلى مسجد ( الشوربجي ) ليستكمل دراسته بالسنة الثانية حيث استكمل حفظ القرآن الكريم وجوده، وتفوق علي أقرانه بإسلوبه المتميز في تلاوة القرآن الكريم، وظل سيد درويش يؤذن للصلاة في هذا المسجد طيلة ذلك العام الدراسي، و ذاعت شهرته بين مشايخ المعهد وطلبته واكتسب ودهم وصداقتهم.
* وفي عام 1907 مات أبوه الحاج / درويش البحر تاركا الأسرة ليس لها موارد مالية فقام الإبن الوحيد سيد درويش بتحمل مسئولية أمه وشقيقاته البنات، ففتح حانوتا للعطارة كان مكسبه قليلا، وذات يوم جمعة أغلق حانوته وذهب ليؤدي صلاة الجمعة في جامع إبي العباس، فطلب منه شيخ المسجد أن يقرأ سورة الكهف لتغيب المقرئ فاحسن سيد درويش وأجاد التلاوة ، ومنذ ذلك الوقت بدأت الخطوات الأولي لشهرته كمقرئ .
* و لتحسين ظروفه عمل كمغني يؤدي الحان الشيخ سلامة حجازي في فرقة "جورج دخول" وكانت تسمي بفرقة "كامل الأصلي" ولم يستمر عمله طويلا لأن الظروف قضت بحل الفرقة، وكان التحاقه بهذه الفرقة سببا أساسيا في فصله من المعهد الديني ، ولما اضطرته ظروف الحياة الملحة أن يعمل مناولا لعمال البناء ، كان يحاول في عمله ان يعبر عن آلامه وأحزانه بغناء بعض الألحان الفولكلورية التي كانت شائعة بين الأوساط الشعبية في ذلك الحين، ولاحظ المقاول زيادة الإنتاج ورغبة صادقة من عمال البناء في اقبالهم علي العمل كلما انطلق صوت سيد درويش بالغناء ، مما دفع المقاول الي اختيار سيد درويش ملاحظا للعمال علي ان يكتفي منه بالغناء لهم اثناء العمل.
* منذ تلك اللحظة صار سيد درويش مطربا لأول فرقة عمالية من زملائه عمال البناء وأثناء اندماج سيد درويش في غنائه للعمال، تشاء الأقدار أن يستمع اليه الاخوان ( سليم وأمين عطا الله ) وهما جالسان علي مقهي مجاورة فأعجب بأدائه الغنائي وصوته وعرضا عليه اتفاقا ليعمل معهما مغنيا في فرقتهما الجوالة التي كانت تستعد للسفر الي الشام فلم يتردد سيد درويش في قبول العرض .. سافر مع الفرقة مرتين عامي (1909 و 1912 ) وفي الرحلة الاولي لم ينجح سيد درويش بسبب سبق وجود الشيخ سلامة حجازي في الشام قبل رحلته، مما اضطره لمزاولة فن التمثيل في هذه الرحلة، فاكتسب خبرة في الأداء المسرحي كممثل وهذه التجربة والممارسة العلمية لفن التمثيل أفادته كثيرا عندما بدأ نشاطه في التلحين للفرق المسرحية ،
* أما المرحلة الثانية عام 1912 فقد ساعدته علي استكمال بناء شخصيته الفنية، حيث سنحت له فرص الالتقاء ببعض كبار الموسيقيين امثال الشيخ صالح الجذبة والشيخ علي الدرويش والاستاذ الكبير عثمان الموصلي وغيرهم ، فأخذ ضروبات وموازين موسيقية كثيرة وموشحات عربية قديمة ، كما تشبع بالكثير من أغانيهم فحفظها واتقنها واستفاد منها، ثم عاد إلى مصر بعد أن زار كل أنحاء الشام والعراق والأناضول وتركيا، وعاد مقتنياً زخيرة من الكتب الفنية والأدبية .
* وفي عام 1914 مارس سيد درويش الغناء في المقاهي بالإسكندرية بعد أن تخير لنفسه مجموعة من العازفين ، ومن هذه المقاهي ( شيبان - سلامون - الإسماعيلية - السلام ) وفي عام 1917 انتقل سيد درويش للقاهرة وبدأ يشق طريقه الفني بصعوبة، وما كاد الشيخ سلامة حجازي يعرف بعض متاعب سيد درويش في الحياة حتي بادر الي اقامة حفل عرض فيه رواية ( غانية الأندلس ) خصص ايراده له ، إلا أن سيد درويش كان عزيز النفس - اشترط ألا يأخذ شيئا إلا إذا قام بعمل يستحق عليه المكافأة، فسمح له الشيخ سلامة بالانشاد والغناء بين فصول الرواية ولكنه قوبل من الجمهور بفتور شديد .
* في عام 1917 بدأ سيد درويش نشاطه في المسرح الغنائي بالتعاون مع فرقة جورج ابيض ، فلحن له روايتي ( الهواري ) و( فيروز شاه )، ثم تعاقد مع فرقة نجيب الريحاني ولحن لها أجمل الأغاني ذات الطابع الشعبي والتي كتب أزجالها بديع خيري وغناها نجيب الريحاني بشخصيته المرحة ( كشكش بيه )

* إن سيد درويش، الذي تفتحت عيناه على الإحتلال البريطاني الذى كان سبباً فى معاناة الناس ، أدرك مدى تأثير ألحانه على الأسماع، فقرر أن يصبح ناشطا سياسيا موسيقيا، ترصد كلمات أصدقائه ما يحدث في الشارع المصري، فيحولها إلى منشورات مُلحنة تتناقلها الشفاه.
ولا شك في أن أغنية "بلح زغلول" أكبر دليل على ذلك، حين تحايل على القرارات السياسية للاحتلال الإنجليزي بمنع تداول اسم الزعيم الوطني سعد زغلول في الهتافات بعد نفيه :
يا بلح زغلول - يا حليوة يا بلح
يا بلح زغلول - يا زرع بلدي
عليك يا وعدي - يا بخت سعدي - زغلول يا بلح
* كان سيد درويش صوت ثورة 1919 الذي أشعل حماس الجماهير في مصر فهو لم يكن ملحن و مجدد بل تحول إلى مؤرخ ، خط بالموسيقى أحداث التاريخ، بل ووثق بعض المهن والألفاظ التي لم تعد موجودة في يومنا هذا .. ولقد تجول درويش بعوده في شوارع مصر ليغني عن الوطن والكادحين، والفلاحات وبنات "البندر" أو المدن والأجنبيات، وغنى كذلك على لسان الصعايدة والسودانيين، والأروام بل والأعجام.
* سعدت بزيارة منزله وبغرفة مقتنياته الفنية التى تحتوى على العود العتيق والغرامافون وبعض النوت الموسيقية النادرة وأيضا صوره المتنوعة وسعدت أكثر بقيام شركة أرابيسك للعقارات بتولي رئيس مجلس أدارتها بنفسه وهو العاشق للتراث و لهذ الفن الأصيل بالقيام الآن بترميم منزل إمام الملحنين لإحياء هذا التراث الفنى النادر والهايل فى فترة لا تزيد عن 31 عاماً فقد توفى سيد درويش فى 15 سبتمبر 1923م .. فسر خلوده بعد مرور 100 عام على وفاته؛ هو أنه "ناقش القضايا التي تخص كل فئات الشعب، كالجرسونات والشيالين والصنايعية والموظفين والسقايين". وترك إرثاً موسيقيا أكثر من رائع تتغنى به الشعوب .
إعداد لحق المعرفة للجميع على أن الشيخ سيد درويش مطرب وملحن ويعتبر أباً للموسيقى المصرية والعربية و أحد أعظم الموسيقيين فى مصر فقد لحن وغنى العديد من الأغانى التى أصبحت جزءاً من التراث الفنى الذى نعتز به وبآصالته متمنيين أن تظهر أعماله التى لم تذاع من قبل فقد حالت وفاته دون ظهورها للآن بالرغم من المأوية التى مرت على وفاته والتى يؤكدها حفيده عاشق الموسيقى المصرية والعربية الصديق محمد حسن سيد درويش البحر المولود فى منزل روض الفرج.
مع تحياتى : فاروق شرف

0cc313131fb0.jpg
43f9757ff601.jpg
81b42f922080.jpg
ebc2a39e06dd.jpg
f0ff38ad3d60.jpg

آخر الأخبار