الأربعاء 24 أبريل 2024 02:00 صـ
حزب إرادة جيل

الجمعيه المصريه للاقتصاد السياسي والاحصاء والتشريع تقيم يوم الوفاء لتكريم اسم الدكتور احمد فتحي سرورمستثمري العاشر من رمضان تطلق مبادرة ” الصحة المهنية من النظرية للتطبيق ”دي اف اس ”D. F. S” تشارك في النسخة الخامسة من منتدى إدارة المرافق والمنشآت المصريةعلامة تجارية لأصحاب الامراض المزمنةالنائبة ايفلين متى تتقدم بطلب إحاطة لوزير التعليم بشأن حل أزمة عدم تعيين معلمي الحصةتحالف الاحزاب المصريه ينعي وفاه المهندس سالم سليمان ابن عم الدكتور نصر سليمان رئيس حزب صوت مصر وعضو المجلس الرئاسي للتحالفتشكيل الهلال أمام العين في دوري أبطال آسيا: جيسوس يدفع بقوته الضاربةالأهلى يستأنف تدريباته استعدادًا لمباراة مازيمبى”القاهرة الإخبارية”: الاحتلال يشن سلسلة غارات متتالية على شرق مخيم البريجفصائل فلسطينية تعلن قصف حشود لآليات الاحتلال بقذائف الهاونالقاهرة الإخبارية: الاحتلال يستهدف محيط شركة الكهرباء بالنصيرات وسط قطاع غزةالقاهرة الإخبارية: مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال فى بلدة قُصرة جنوب شرق نابلس
الوطن

الشيخ أحمد تركى يكتب: تجربتى مع التصوف … وتجديد الخطاب الصوفى.

حزب إرادة جيل

تعرفت على الملامح الأولى للتصوف معرفياً من مولانا الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق ، ورغم عدم معاصرتى له لصغر سنى وقت وفاته ، إلا أننى قرأت كل كتبه تقريباً، بشغف واعجاب شديد ببساطة أسلوبه ورقيه ومحبته لله ورسوله وصفائه ، والجمع بين العقل والنقل والفلسفة بسيموفونية جميلة أنتجت مادة علمية راقية وجميلة ومؤثرة وملهمة ومربية للنفس البشرية ... ثم دلنى أستاذى المرحوم الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق إلى كتب المستشرقة الألمانية الدكتورة آنا مارى شيمل ( 1922-2003) ، والتى خدمت التصوف والإسلام اكثر من المسلمين أنفسهم لمدة تزيد عن ستين سنة !! ومقالى اللاحق يإذن الله عن كتابها الأبعاد الصوفية ،، كما قرأت للإمام الراحل محمد زكى ابراهيم رائد العشيرة المحمدية جعلني كل ذلك وأكثر على رشدٍ كبير وأنا أقرأ كتب التصوف بعقل حاضر ، دون تغييب. و كنت أقرأ كتب التصوف القديمة ( لابن عربى والجنيد وابن عطاء الله والهجويرى وأبى حامد الغزالى ..) وكأننى صائد لؤلؤ!! ، يتجاهل كل ما يخرج مع الشباك ، وهدفه فقط استخراج . " الؤلؤ" وكانت المعانى تنزل على قلبى ومشاعرى وعقلى نزول الماء على أرض خصبة ترويها لتصبح مخضرة بإذن الله. ثم جلست مع كثير من مشايخ الطرق الصوفية فوجدت أكثرهم بعيدين تماماً عن جوهر التصوف !! ووجدت قليلهم على صفاء وصلاح .. فضلاً عن الناس الطيبة والذين تتدفق أعينهم بأمواج الحب فى قلوبهم .. تذكرت قولاً للإمام الهجويرى ( القرن الرابع الهجرى ) فى كتابه كشف المحجوب : لابد من التفرقة بين الصوفى والمتصوف والمشتبه !! فالصوفى هو من وصل إلى الحقيقة أو وصل إلى درجة الإحسان .. أما المتصوف فهو لايزال على طريق الاحسان بإخلاص وصدق .. والمتشبه هو الذى يتشبه بهما لنيل مال أو مكانة بين الناس !! أحببت التصوف وعشقت معانيه وجواهره العقلية والتربوية والقلبية ... لكننى أخذت موقفاً نفسياً من فكرة الطرق فى عصرنا الحاضر ، وخاصة بعد ما تعرفت على رموز ظاهرها التصوف وباطنها الفسوق والكبر والبرجمانية والنرجسية ! تذكرت كل ذلك بمناسبة معينة ! ألا وهى : تواصل معى بعض الأحباب الأصدقاء بعد كتابتى لمقال : تجربتى مع خطاب الجلال والجمال ...يدعونى إلى الاندماج فى طريقة صوفية ، وقال لى : انا اعرف شيخاً ينقذك لانك طالب نجاة ! قلت له : أنا فعلاً فى حاجة إلى نصائح من باب قول النبى صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة. ولكن يستحيل إعطاء شخص ما عقلى وإرادتى وأكون أمامه كالريشة فى الهواء يسيرها وفق ما يريد !! لأن ذلك يتعارض مع القرآن الكريم. قال تعالى قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108). يوسف. وهل لو كنت حائراً ؟ ، سالتمس العلاج عند شخص لا أعرفه ؟ وأعمض عينىّ وقلبى وعقلى بين يديه بناء على شوية كلام وإشارات ؟! أو بناء على ثقة بعض اصدقائى ؟! لقد بنيت الجدران المعرفية لعقلى .. والحدود العاطفية لقلبى ومشاعرى ،،، وتعلمت صيد الؤلؤ المعرفى والعاطفى دون التورط فى جهالة ... وهذا جعلني أقارن بين علاقة الشيخ بالمريد فى عصرنا داخل بعض الطرق الصوفية !! وعلاقة أمير الجماعة الإرهابية بأتباعه !! وفزعت للتشابه الكبير !! يتمثل الشيخ الدور الآتى ..

1- انا بوابتك للمعرفة !!

2- لا تفكر ولا تعمل شيئاً الا باْذن !!

3- ما أريكم الا ما ارى وما أهديكم الا سبيل الرشاد وانا الحق وفقط !!

4- انا معصوم حتى ولو ثبت العكس !! وأخطائى يتم تبريرها حتى لو وصلت إلى حد الكبائر ! -

5- النظر الى الناس على أنهم غرقى وأنا المنقذالوحيد . الخ الخ نتج عن ذلك تلويث التصوف بالخرافة وتقديس الأشخاص إلى حد يتنافى مع التصوف ويتنافى مع شريعة الاسلام ... فضلاً عن إلغاء العقل .. أذكر موقفاً مع بعض الأصدقاء من دولة عربية وهو عالم جليل ومن المحبين للتصوف . وقف فى مؤتمر متداخلاً وأخذته سكرة المبالغة وهو يتحدث عن شيخ طريقته .. فقال : " كان شيخى يخرج فيسلم على أعدائه قبل أصدقائه ويقبلهم بحب . وخرج يوماً فوجد ثعباناً فقال لابد أن أحب هذا الثعبان فقبّل الثعبان ! وقبّله الثعبان !! فقلت له مازحاً : وهل قبلة الثعبان لشيخك كانت فى وجهه أم كانت فى فمه !! غضب عضباً شديداً. فاعتذرت له وأفهمته بأننى لا اقصد إهانته !! ، لكن شعرت بإهانة عقلى عندما تلقيت هذا الكلام المسيء إلينا جميعاً والمسيء للتصوف بكل معانيه الروحية .. فهل نحن فى حاجة إلى تنقية التصوف وتجديد الخطاب الصوفى ضمن تجديد الخطاب الدينى ؟! الإجابة : نعم والخطاب الصوفى المنير جزء من تجديد الخطاب الدينى بعيداً عن الشطحات. والله أعلم مقال تم نشره فى إبريل 2020 وأعدت نشره تلبية لطلب بعض الأصدقاء.

آخر الأخبار