قالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع الإنساني في قطاع غزة ما زال في حالة "كارثية"، رغم تسجيل تحسّن طفيف في كمية المساعدات التي تدخل إلى القطاع منذ بدء وقف إطلاق النار.

وأوضحت أن هذا التحسّن لم ينعكس على مستويات الجوع، التي لا تزال مرتفعة في جميع المناطق، حسبما أفادت وكالة رويترز.

وأكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي، أن "ما يدخل من مساعدات إنسانية لا يكفي لتلبية احتياجات السكان"، مضيفًا: "لا يزال الوضع كارثيًا لأن ما يدخل إلى غزة ليس كافيًا ولا يوجد أي تأثير حقيقي على معدلات الجوع، لأن كميات الغذاء لا تزال محدودة للغاية."

وأشار جيبريسوس، إلى أن انعدام الأمن الغذائي في القطاع بلغ مستويات حرجة، مع استمرار نقص الوقود والدواء والمياه النظيفة، مشددًا على أن "الأزمة لم تنتهِ رغم وقف إطلاق النار"، وأن السكان ما زالوا يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية.

ويأتي هذا التحذير بعد يوم من قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، التي قضت بأن على إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود، معتبرة أن القيود المفروضة خلال العامين الماضيين تمثل انتهاكًا لالتزاماتها الدولية.

وأكدت المحكمة في رأيها الاستشاري أن مستويات المساعدات لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع.

وفي سياق متصل، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنه تمكن من إدخال نحو 560 طنًا من المواد الغذائية يوميًا إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، وهو رقم أعلى من السابق لكنه لا يغطي سوى جزء محدود من الاحتياجات اليومية.

وقالت المتحدثة باسم البرنامج، عبير عطيفة، إن الكمية الحالية "ما زالت دون المستوى المطلوب"، لكنها أشارت إلى أن هناك "نافذة ضيقة من الفرص بعد وقف إطلاق النار"، مؤكدة أن البرنامج يعمل بسرعة لتوسيع نطاق عمليات التوزيع الغذائي.

وأضافت عطيفة، أن برنامج الأغذية العالمي يواجه تحديات لوجستية معقدة بسبب تدمير الطرق والبنية التحتية، فضلًا عن استمرار صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة، مما يعيق عمليات الإغاثة.

وخلال الحرب، أغلقت إسرائيل معظم المعابر الحدودية المؤدية إلى القطاع، وهو ما تسبب في توقف دخول المواد الغذائية والطبية والوقود لفترات طويلة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وحدوث مجاعة في أجزاء من غزة، بحسب تقارير أممية.

وتقول الأمم المتحدة إن تجاوز مرحلة المجاعة في القطاع سيستغرق وقتًا، داعية إلى فتح جميع المعابر أمام تدفق المساعدات بشكل كامل ودون شروط، لضمان وصول الإغاثة إلى جميع المحتاجين.