وزير الخارجية الأمريكي: ضم الضفة يهدد عملية السلام واتفاق غزة يسير في الاتجاه الصحيح


عقد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مؤتمرًا صحفيًا خلال زيارته الرسمية إلى إسرائيل، في ظل تصاعد الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، حسبما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وقالت الصحيفة، إن المؤتمر عقد داخل المبنى الذي يضم مركز تنسيق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مدينة كريات جات، جنوب البلاد، حيث يتحدث الوزير الأمريكي إلى الصحفيين في جلسة مفتوحة تتضمن أسئلة وإجابات مباشرة مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.
جهود الوساطة الجارية ومساعدي الإدارة الأمريكية لإعادة الهدوء في غزة
قال روبيو، إن بلاده ترى أن أي خطوة لضمّ الضفة الغربية تهديد مباشر لعملية السلام، مشددًا على أن واشنطن "لا تعتقد أن إسرائيل ستفرض سيادتها على الضفة"، مؤكدًا أن تصويت الكنيست الأخير بشأن الضم "كان يهدف لإحراج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأضاف روبيو، أن ضمّ الضفة الغربية لن يتحقق، لأنه "يمثل تهديدًا لاتفاق غزة"، في إشارة إلى التفاهمات الجارية لوقف إطلاق النار وتثبيت الاستقرار في القطاع.
وفيما يتعلق باتفاق غزة، أكد الوزير الأمريكي أن الطريق لا يزال طويلًا، لكنه شدد على أن المفاوضات "تمضي في الاتجاه الصحيح"، واصفًا ما تحقق خلال الأيام الماضية بأنه "تاريخي وليس له مثيل"، مؤكدًا التزام بلاده بتنفيذ كافة بنود الاتفاق.
وأوضح أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة بعيدة المدى، وتهدف إلى ضمان ألا تكون غزة مصدر تهديد لإسرائيل، مشددًا على أنه "لن يكون هناك سلام إذا حاولت أي منظمة مهاجمة إسرائيل من داخل غزة".
وحول الوضع الأمني في القطاع، أعلن روبيو عن أن تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة لم يتم بعد، لكنه كشف أن هناك "عددًا من الدول التي أعربت عن رغبتها بالمشاركة"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل يجب أن تكون موافقة على الدول المشاركة"، وأن تلك القوة "تحتاج إلى تفويض أممي لتباشر مهامها".
وأكد أن الأمم المتحدة موجودة في غزة لتنسيق المساعدات الإنسانية، فيما وجّه انتقادات حادة لوكالة الأونروا، واصفًا إياها بأنها "أصبحت فرعًا تابعًا لحركة حماس".
وفي سياق متصل، شدد على أن حركة حماس وافقت على نزع سلاحها بالكامل، معتبرًا أن "رفضها لذلك سيكون انتهاكًا صريحًا للاتفاق"، مضيفًا: "لن ننسى الرهائن، ونعمل على ضمان إعادة كل الجثامين إلى ذويها".
وتابع روبيو مؤتمره بالتأكيد أن الولايات المتحدة "تعمل على ضمان ألا تكون غزة مصدر تهديد لإسرائيل أو المنطقة"، مشددًا على أن الاستقرار الإقليمي مرهون بتنفيذ الاتفاق بالكامل والتزام جميع الأطراف ببنوده.
وأفادت وكالة رويترز، تناول روبيو خلال المؤتمر الموقف الأمريكي من التقدم في جهود الوساطة الجارية، ومساعي الإدارة الأمريكية لإعادة الهدوء إلى غزة بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة والعمليات العسكرية المتبادلة.
يعد مركز كريات جات أحد المراكز الميدانية التي أنشأتها واشنطن بالتعاون مع تل أبيب، لمتابعة التطورات الميدانية وتبادل المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بوقف إطلاق النار، إضافة إلى مراقبة أي انتهاكات محتملة من الطرفين. ويضم المركز مسئولين عسكريين ودبلوماسيين من الجانبين، ويعمل تحت إشراف مباشر من وزارة الخارجية الأمريكية.
ووفقا للتقرير فقد تأتي زيارة روبيو إلى إسرائيل ضمن جولة شرق أوسطية تشمل أيضًا مصر والأردن، بهدف تنسيق الجهود الإقليمية لاحتواء التصعيد في الأراضي الفلسطينية.
تُعد هذه أول زيارة رسمية له إلى المنطقة منذ توليه منصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع العام الجاري.




