السبت 20 أبريل 2024 11:53 صـ
حزب إرادة جيل

الجمعية المصرية للأوتيزم تشارك في المؤتمر الدولي الثامن للصحة النفسيةسيدا: مصر الأولى عربيا إنتاجا للكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياحالخبراء: 60% من التجارة الإلكترونية في مصر لا تخضع للضرائبالعيسوي و مسؤولين أتراك يتفقان على إجراء إجتماعات b2bفي قطاعات اقتصادية متنوعة في القاهرةتشكيل قيادات الروتاري واختيار مايكل نصيف منسق مساعدي محافظ المنطقة الروتاريةجوميز يعلن قائمة الزمالك لمواجهة دريمز الغانى فى ذهاب نصف نهائى الكونفيدراليةالمقاولون العرب يكشف تشخيص لؤى وائل وتطورات حالتهالصحة الفلسطينية: استشهاد طفل برصاص الاحتلال فى مخيم نور شمساستشهاد فلسطينى وسقوط عدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال المناطق الشرقية لرفحأستاذ علوم سياسية: ما يجرى بين إيران وإسرائيل في إطار التصعيد لقواعد الاشتباك المتفقوسائل إعلام أمريكية: هجوم إسرائيل على إيران استهدف قاعدة عسكرية بأصفهانالبلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة
تقارير

وزير الأوقاف: «التعايش السلمي» لا يعني ذوبان أي دين في آخر

حزب إرادة جيل

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن “التعايش السلمي بين الأديان لا يعني ذوبان أي دين في دين آخر، إنما يعني قبول الآخر والقدرة على التعايش السلمي معه وإحلال ثقافة السلام والحوارمحل ثقافة الاقتتال والاحتراب”.

وأضاف وزير الأوقاف، خلال كلمته بالمؤتمر العلمي الأول لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية "تجديد الخطاب الديني": أن “التجديد الذي ننشده يعني إعمال العقل في فهم النص في ضوء معطيات الواقع مع الحفاظ على ثوابت الشرع”.

وأشار إلى أن “التجديد الذي ننشده هو التجديد المنضبط بضوابط الشرع، القائم على إعمال العقل في فهم صحيح النص في ضوء معطيات الواقع مع الحفاظ على ثوابت الشرع الحنيف، وأن هناك أمرين في غاية الخطورة قد أضرا بالخطاب الديني ، وبصورة الإسلام والمسلمين هما الجهل والمغالطة، أما الأول فداء يجب مداواته بالعلم ، وأما الثاني فداء خطير يحتاج إلى تعرية أصحابه وكشف ما وراء مغالطاتهم من عمالة أو متاجرة بالدين”.
ونوه بأن “من أخطر القضايا التي لعبت عليها أو بها جماعات أهل الشر تصرفات الحاكم، سواء بالافتئات عليها أم بمحاولة تشويه تصرفاته ولو كان في عدل سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)”.
وأكمل:"قد أدرك علماؤنا القدماء طبيعة الفرق بين ما هو من اختصاص الحاكم وما هو من اختصاص العالم ، وفرقوا بدقة بين ما تصرف فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) بصفة النبوة والرسالة من شئون العقائد والعبادات والقيم والأخلاق ، وما تصرف فيه (صلى الله عليه وسلم) باعتبار الحكم أو القضاء ، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) لم يكن نبيا ورسولا فحسب، إنما كان نبيا ورسولا وحاكما وقاضيا وقائدًا عسكريًّا".
واستطرد:"فما تصرف (صلى الله عليه وسلم) فيه باعتباره حاكمًا أو قائدًا عسكريًّا أو قاضيًا بقي من شروط وضرورات التصرف فيه توفر الصفة الأخرى وهي كون المتصرف حاكمًا أو قائدًا عسكريًّا أو قاضيًا بحسب الأحوال"، متابعًا:"ومما تصرف فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) باعتباره رسولاً وحاكمًا معا قوله (صلى الله عليه وسلم) : ( مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ ) ، يقول الإمام أبو حنيفة (رحمه الله) : "هذا منه (صلى الله عليه وسلم) تصرف بالإمامة – أي بصفته حاكمًا- فلا يجوز لأحد أن يحيي أرضًا إلا بإذن الإمام ، لأن فيه تمليكًا ، فأشبه الإقطاعات ، والإقطاع يتوقف على إذن الإمام فكذلك الإحياء".
وبين: أن “من أهم القضايا التي ترجع إلى رأي الحاكم لا إلى رأي القاضي ولا رأي العالم ولا أحد غير الحاكم قضية إعلان حالات الحرب والسلم المعبر عنها في كتب الفقه بالجهاد الذي هو بمعنى القتال والذي شُرّع للدفاع عن الأوطان والدول أن تستباح، فليس لآحاد الناس أو لحزب أو لجماعة أو لفصيل أو لقبيلة إعلان هذا الجهاد، إنما هو حق لولي الأمر وفق ما يقرره الدستور والقانون لكل دولة”.
وأوضح: أن "جماعات التطرف عكست القواعد العامة فجعلت التحريم أصلا والحلَّ استثناءً، غير مدركين أنهم يعقدون على الناس أمور حياتهم، مع أن الأصل في الأمور الإباحة، وأن التحريم لا يثبت إلا بدليل، فالإباحة لا تحتاج إلى دليل كونها الأصل، والتحريم هو الذي يحتاج إلى دليل كونه الاستثناء، يقول الحق سبحانه: { قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الله فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا، وَحَّدَ حُدُودًا فَلا تَعْتَدُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلا تَتَكَلَّفُوهَا رَحْمَةً مِنَ اللهِ فَاقْبَلُوهَا)، وعَنْ سَلْمَانَ (رضي الله عنه) قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَنِ السَّمْنِ وَالجُبْنِ وَالفِرَاءِ؟ فَقَالَ : "الحَلَالُ مَا أَحَلَّ الله فِي كِتَابِهِ ، وَالحَرَامُ مَا حَرَّمَ الله فِي كِتَابِهِ ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ".
وتابع:"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَأْكُلُونَ أَشْيَاءَ وَيَتْرُكُونَ أَشْيَاءَ تَقَذُّرًا، فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْزَلَ كِتَابَهُ، وَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، فَمَا أَحَلَّ فَهُوَ حَلَالٌ، وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَفْوٌ"، وَتَلَا: "قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
وواصل:"إطلاق كلمة عالم على شخص لم يستوف مقومات العلم ولَم يمتلك أدواته أمر في غاية الخطورة ، ربما يصل إلى حد الجناية على العلم أو في حقه ، العالم عالم، والفقيه فقيه ، والمؤرخ مؤرخ ، والواعظ واعظ ، والنسابة نسابة، وقد ظهر على مدار تاريخنا الطويل طوائف من الوعاظ ، والوعاظ البكائين ، ومن القصاص ، والحكائين، والمنشدين ، والقراء ، وقد ميز عصورهم أن ظل العالم عالما ، والفقيه فقيها ، والواعظ واعظا، والقارئ قارئا ، والكاتب كاتبًا ، والمنشد منشدًا ، لم يتقمص أحد منهم شخصية غيره ولَم يحاول أن يغتصب دوره ، وعرف الناس قدر هذا وذاك ، وطلب كل منهم من يحب ، فمن أراد العلم لزم مجالس العلماء ، ومن استهواه الوعظ صار خلف الوعاظ ، ومن أطربه الإنشاد ارتاد حلقات المنشدين".
وذكر أن “الفارق شاسع بين الوعظ والفتوى ، فالوعظ قائم على استنهاض الروح الإيمانية، والفتوى قائمة على البيان ، والقضاء قائم على التحري ، وتصرف ولي الأمر قائم على مراعاة المصلحة ودرء المفسدة”.
وأكمل:"روى ابن أبي شيبة في مصنفه كما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" أن شابًّا شكا إلى علي (رضي الله عنه) نَفَرًا فقال: إنَّ هؤلاء خرجوا مع أبي في سفر، فعادوا ولم يَعُدْ أبي! فسألتهم عنه فقالوا: مات، فسألتهم عن ماله فقالوا: ما تَرَك شيئًا، وكان معه مال كثير، وترافَعْنا إلى شُرَيح فاستَحلفَهم وخلَّى سبيلَهم".
ونوه بأن:"الأصل في الإسلام هو السلام والتعايش السلمي بين البشر، فلا إكراه في الدين ولا على الدين، ولا قتل على المعتقد، ولا تمييز بين أبناء الوطن الواحد على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق أو اللغة أو القبلية، إنما هي حقوق وواجبات على نحو ما رسخته وثيقة المدينة المنورة من أسس التعايش بين أهل المدينة جميعًا على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث يقول الحق سبحانه: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}،"

وتابع:"ويقول سبحانه:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}، ويقول سبحانه: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}، فمهمة العلماء والفقهاء البلاغ ، أما أمر الهداية فمن الله وحده".
وبين:"على أن هذا التعايش الذي ننشده لا يعني أبدا التنازل عن أي من ثوابتنا الشرعية أو ذوبان أي دين في دين آخر أو النيل من الأديان أو أي منها أو التجني عليها أو على أصحابها أو اتهام أي دين منها بالتطرف أو الإرهاب، فالإرهاب إرهاب البشر لا إرهاب الأديان".

آخر الأخبار