الاتفاق بين إيران والدولية للطاقة الذرية.. مصر تُنقذ الشرق الأوسط من حرب شاملة


برز الدور المصري كقوة استقرار إقليمية ودولية بعدما نجحت القاهرة في تحقيق اختراق دبلوماسي مهم أعاد إيران إلى مسار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منهية بذلك أزمة نووية كانت تهدد بانزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية شاملة.
وجاء الاتفاق الذي تم برعاية مصرية ليغلق باب التصعيد الذي استمر أكثر من 12 يومًا، وسط التهديدات الغربية وإصرار إسرائيلي على توجيه ضربات عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
وفي هذا الصدد، قال الخبراء والباحثون السياسيون، في إطار تغطية موسعة لقناة "إكسترا لايف"، إن تدخل مصر في الأزمة النووية، إنجازًا كبيرًا يضاف إلى رصيد القاهرة الدبلوماسي، ورسالة واضحة بأنها ما زالت تملك مفاتيح الحلول في الأزمات الكبرى، بفضل حيادها ومرونتها وقدرتها على الجمع بين الأطراف المتباينة.
نزعت فتيل التصعيد
أكدت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية، أن ما تحقق برعاية مصرية يمثل نقطة تحول حقيقية في مسار الأزمة النووية الإيرانية، موضحة أن الاتفاق لم يكن حلًا مؤقتًا بل إنجازًا استراتيجيًا نزع فتيل التصعيد الذي كاد يجر المنطقة والعالم إلى كارثة نووية.
وقالت إن التهديدات الغربية عبر آلية "سناب باك"، إلى جانب التحذيرات الإسرائيلية المتكررة بضرب إيران، وضعت العالم على شفا هاوية، لكن القاهرة بتدخلها أنهت هذه المرحلة وأعادت الجميع إلى منطق العقل والدبلوماسية، وأن نجاح مصر يعود إلى حيادها التام، إذ لم تنحز لطرف ضد آخر، وهو ما منحها ثقة كل الأطراف، معتبرة أن القاهرة باتت بفضل هذا الدور قوة استقرار وصوتًا مسموعًا في المحافل الدولية، خاصة بعدما أعادت وضع الملف النووي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يضمن سلمية البرنامج الإيراني ويعيد الثقة للمجتمع الدولي.
مصر رمانة ميزان الشرق الأوسط
قالت الدكتورة إيريني سعيد، الأكاديمية والمحللة السياسية، إن مصر أثبتت أنها رمانة ميزان الشرق الأوسط بفضل نجاحها في إعادة إيران إلى مسار التفاهم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة أن ما قامت به القاهرة يتجاوز حدود الوساطة التقليدية، فهو يعكس قدرة الدولة المصرية على إعادة صياغة المشهد الإقليمي بما يمنع سباق تسلح نووي خطير.
وأضافت سعيد أن الغرب فشل في التوصل إلى حلول عملية للملف الإيراني، بينما مصر تحركت بمنطق مختلف يقوم على الحوار والتوازن، وهو ما جعلها تحظى بثقة الأطراف كافة، مشيرة إلى أن هذا التحرك قاده الرئيس السيسي بنفسه، ما يعكس جدية القاهرة واستعدادها للعب دور محوري في الملفات الدولية.
وشددت على أن المجتمع الدولي ينظر اليوم إلى مصر باعتبارها الضمانة الوحيدة لاستمرار الاستقرار في منطقة مضطربة، مؤكدة أن ما تحقق يفتح الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها التهدئة ومنع الانزلاق إلى صراعات عسكرية.
وساطة مصرية تُعيد إيران إلى طاولة الحوار
أكد الدكتور أحمد الشحات، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الأمن الإقليمي، أن الوساطة المصرية نجحت في تحويل مسار الأزمة من التصعيد إلى التفاوض والتعاون الفني، وهو ما يعد إنجازًا كبيرًا بالنظر إلى تعقيدات الملف النووي الإيراني، موضحًا أن السنوات الماضية شهدت مواجهات مباشرة وغير مباشرة، من بينها استهدافات أمريكية وإسرائيلية للمفاعلات الإيرانية، ما جعل الأزمة أكثر تعقيدًا، لكن التدخل المصري أعاد الأمور إلى نصابها وأجبر الأطراف على العودة إلى طاولة التفاوض.
وأشار "الشحات" إلى أن هذا النجاح لم يكن وليد اللحظة، بل نتاج جهود مكثفة ودبلوماسية هادئة تحركت بها القاهرة طوال الفترة الماضية، وأن مصر استطاعت أن توظف مكانتها الدولية وعلاقاتها المتوازنة لتصبح وسيطًا مقبولًا لدى جميع الأطراف، بما في ذلك إيران التي لطالما أبدت تحفظات على الوساطات الغربية، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يمنح القاهرة موقعًا متقدمًا في أي مفاوضات مستقبلية حول الملف النووي وأمن المنطقة.