معاناة 4 مليارات شخص من شهر زيادة على الأقل من الحر الشديد بسبب تغير المناخ


كشف علماء شبكة "وورلد ويذر اتريبيوشن" (دبلو دبليو إيه)، التي تجري تقييما للعلاقة بين العوامل الجوية القصوى وتغير المناخ في دراسة أن أربعة مليارات شخص، أو ما يقرب من نصف سكان العالم، عانوا من شهر زيادة على الأقل من الحر الشديد بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، وذلك بين شهر مايو عام 2024 وشهر مايو عام 2025.
وذكر موقع "أفريقيا نيوز" الاخباري الافريقي اليوم الأحد، أن هذه الدراسة ساهم فيها ايضا علماء من مركز المناخ المركزي والصليب الأحمر، مضيفا أن هذه الظواهر الجوية الشديدة تسببت في أمراض ووفيات وفشل المحاصيل وإجهاد أنظمة الطاقة والرعاية الصحية.
من جانبه، قال "فريدريك أوتو" الأستاذ المشارك في علوم المناخ في إمبريال كوليدج لندن إنه "أينما وجدت موجات حر، تكون الأرقام أعلى بكثير من أرقام الفيضانات والأعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية ولكن لأن المواطنين لا يسقطون أمواتا في الشوارع أثناء موجة الحر، فإننا لا نراهم عادة".. مضيفا أنه "لهذا السبب تسمى موجات الحر أيضا بالقاتل الصامت، لأن الناس يموتون إما في المستشفيات أو في منازل سيئة العزل، وبالتالي يمرون دون أن يلاحظهم أحد".
وأشار "أوتو" إلى أن "هناك العديد من الإجراءات البسيطة والفورية التي يمكن للاشخاص اتخاذها على مستوى المدن للحد من عدد الوفيات خلال موجات الحر وأول ما يجب فعله هو زيادة الوعي بخطورة موجات الحر وهذا يعني تضمين تحذير مع توقعات الطقس يفيد بخطورة هذا المستوى من الحرارة، بالإضافة إلى تقديم نصائح حول كيفية حماية أنفسهم. على سبيل المثال، من الإجراءات التي بدأت المدن باتخاذها خلال موجات الحر فتح المباني العامة المكيفة ليتمكن المواطنين من الذهاب إليها والتمتع ببرودة الجو. وفي بعض المدن، يتم أيضا توزيع مياه الشرب مجانا".
وأفاد بأن استراتيجيات التأهب لموجات الحر تشمل أنظمة لرصد درجات الحرارة القصوى والإبلاغ عنها، وتوفير خدمات الطوارئ الصحية، وتبريد الملاجئ، وتحديث قوانين البناء، وتطبيق قواعد السلامة من الحرارة في أماكن العمل، وتصميم مدن أكثر قدرة على تحمل الحرارة.
وذكرت الدراسة أن هذه الاستراتيجيات تساعد السكان على التكيف مع موجات الحر المتزايدة والشديدة، وأن "التخفيف العالمي من آثارها، من خلال التحول التدريجي عن الوقود الأحفوري، هو وحده الكفيل بالحد من شدة الأضرار الناجمة عن الحر في المستقبل".
ولا يتم الإبلاغ عن العديد من الوفيات المرتبطة بالحر، أو تصنف بشكل خاطئ بسبب حالات مرضية مصاحبة، مثل أمراض القلب أو الفشل الكلوي.
يذكر أن شبكة "وورلد ويذر اتريبيوشن" (دبليو دبليو إيه) هي شبكة دولية من العلماء تقوم بتقييم العلاقة بين الظواهر المناخية المتطرفة (مثل الفيضانات والجفاف وأمواج الحر) وتغير المناخ وتعمل الشبكة على فهم مدى تأثير تغيير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية في حدوث هذه الظواهر.