نتنياهو يراوغ الوسطاء للهروب من ”هدنة غزة”.. وارتباك داخل حكومته بشأن وقف الحرب


يعقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماعًا مساء اليوم الخميس، مع الكابينت المصغر لإقرار خطة احتلال مدينة غزة، يراوغ فيما يتعلق بمفاوضات الهدنة، حيث ينتظر الوسطاء رده على المقترح المصري القطري لإقرار هدنة لمدة 60 يومًا يتم التفاوض خلالها على صفقة شاملة لإنهاء الحرب بشكل كامل، حسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
كواليس مراوغة نتنياهو في غزة
وكشفت مصادر إسرائيلية مطلعة، أن نتنياهو بات أقل حماسًا لفكرة القبول بصفقة جزئية اقترحها حماس، رغم أنه لم يغلق الباب أمامها تمامًا.
وتابع مسؤول بارز أن نتنياهو يدرك أن صفقة جزئية قد تجعل من الصعب استئناف القتال بعد هدنة قد تمتد إلى 60 يومًا، كما أن واشنطن تضغط من أجل إنهاء الحرب، ما يضعه في موقف صعب إذا قرر استئناف العمليات العسكرية دون دعم أمريكي واضح، أو الرضوخ لإنهاء الحرب والتي قد تعني انهيار حكومته المتطرفة.
في رؤية نتنياهو، فإن اجتياح مدينة غزة يمكن أن يشكل ورقة ضغط قوية على حماس لدفعها نحو القبول بشروط إسرائيل الكاملة، والتي تتضمن نزع سلاح الحركة، نزع سلاح القطاع بأكمله، إبعاد قادة حماس ونفيهم، وضمان عدم مشاركة الحركة في أي سلطة مستقبلية في غزة.
وزعم نتنياهو، في تصريحات له، أن "حماس" تحت ضغط شديد، فيما يرى مسؤولون إسرائيليون أن قبول الحركة بصفقة جزئية يعكس إدراكها لجدية تهديد اجتياح غزة.
من جانب آخر، أعلنت رئاسة وزراء الاحتلال الإسرائيلية 5 مبادئ أساسية لإنهاء الحرب: نزع سلاح حماس، إعادة جميع المحتجزين سواء كانوا أحياء أو قتلى، نزع سلاح القطاع كليًا، فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية.
وفي الدوائر السياسية الإسرائيلية أثار غضبًا أن جيش الاحتلال أطلق على خطته لاحتلال غزة اسم "مركبات جدعون ب"، حيث اعتبر وزراء أن هذه التسمية تشير إلى أن ما يجري ليس عملية شاملة لاحتلال القطاع بالكامل كما صُوِّر لهم، بل عملية محدودة الطابع.
ووصف بعض المسؤولين وصفوا الخطة بأنها مجرد "عرض ناري" أو "استعراض عسكري" يهدف إلى إرضاء شركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي أكثر من كونه حملة عسكرية حاسمة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه داخل الكابينت الإسرائيلي، لا يزال الجدل قائمًا حول إمكانية إجبار حماس على الاستسلام.
فبينما يرى البعض أن الحركة لن تقبل بالرضوخ أبدًا، يعتقد آخرون أن لكل تنظيم نقطة ضعف يمكن كسرها، وأن إطلاق العملية البرية قد يفضي في نهاية المطاف إلى رضوخ الحركة.
ومع استمرار المداولات، تبرز تقديرات بأن نتنياهو لا يزال يترك الباب مواربًا أمام صفقة جزئية ليتمكن لاحقًا من تسويقها للجمهور باعتبارها صفقة شاملة تُنفذ على مراحل، تبدأ بإطلاق دفعة محدودة من المحتجزين.
لكن مع ذلك، تؤكد مصادر مطلعة أن رئيس وزراء الاحتلال يفضل التوصل إلى اتفاق شامل يمنحه مساحة أكبر للمناورة السياسية والعسكرية، بما في ذلك خيار إفشال الاتفاق والعودة إلى التصعيد.