كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأمريكية، عن أن وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي، روني ديرمر، كان كلمة السر في إقناع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقبول خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، كان ديرمر "الرجل الأهم" الذي ساعد في تشكيل السياسة الإسرائيلية تجاه الولايات المتحدة، حيث استخدم مهاراته في التواصل مع المسئولين الأمريكيين، متبعًا نهجًا يرتكز على تعزيز العلاقات مع اليمين الأمريكي، بما في ذلك دعم المسيحيين الإنجيليين، ما أثار خلافات مع الديمقراطيين.

رون ديرمر كلمة السر في إنهاء حرب غزة

ديرمر، الذي وصفه التقرير بـ"أقرب شخص إلى نتنياهو"، كان إحدى الشخصيات الرئيسية التي أسهمت في تعزيز دعم الولايات المتحدة لإسرائيل خلال الحرب الأخيرة.

وكان درمر على دراية بالسياسة الأمريكية وعرف كيف يتحدث مع ترامب بلغة مألوفة له، وهي لغة الجولف، التي كان يحبها ترامب.

هذه المهارة ساعدت درمر في إبقاء العلاقات بين إسرائيل والإدارة الأمريكية قوية، حتى في ظل الضغط الدولي المتزايد على إسرائيل.

وإحدى أبرز النقاط التي ذكرها التقرير كان تدخل درمر في اللحظات الأخيرة لتعديل خطة ترامب، ما أثار غضب العديد من الدول العربية التي كانت قد التزمت بدعم الخطة.

وفي هذه اللحظات، كان درمر يعمل على ضمان أن تبقى إسرائيل في موقع قوي أمام التحديات الدولية، مشيرًا إلى أنه كان له دور كبير في رسم معالم السياسة الإسرائيلية تجاه الولايات المتحدة، حتى في الأوقات التي كانت فيها العلاقات مع الديمقراطيين تشهد توترًا.

وأشار التقرير أيضًا إلى أن درمر كان يولي اهتمامًا خاصًا ببناء علاقات قوية مع اليمين الأمريكي والمسيحيين الإنجيليين.

وفي عام 2021، صرح درمر بأن الدعم الأمريكي لإسرائيل يعتمد بشكل أساسي على هذه الفئات، وأنه إذا كان على إسرائيل أن تختار بين دعم اليهود الأمريكيين والمسيحيين الإنجيليين، فإن الأولوية يجب أن تكون لدعم الإنجيليين.

وهذا التوجه أضاف طبقة إضافية من التعقيد للعلاقات بين إسرائيل والحزب الديمقراطي الأمريكي، الذي بدأ يبتعد أكثر عن دعم إسرائيل في ضوء الأزمات الإنسانية في غزة.

أثناء فترة عمله سفير إسرائيل في الولايات المتحدة بين 2013 و2021، اعتمد ديرمر على علاقات وثيقة مع الجمهوريين، وكان له دور كبير في تدعيم العلاقات بين إسرائيل والحزب الجمهوري.

ومن أبرز الأحداث التي شارك فيها درمر كان تنظيم زيارة بنيامين نتنياهو إلى الكونجرس في 2015، حيث ألقي خطابًا ضد الاتفاق النووي مع إيران، ما أثار غضب إدارة الرئيس أوباما وأدى إلى تقليل شعبيته داخل الأوساط الديمقراطية.

وفيما يتعلق بالحرب في غزة، استراتيجيًا، كان درمر يشجع نتنياهو على إنهاء الحرب بسرعة خوفًا من فقدان الدعم الأمريكي.

وعند الحديث عن فشل في التواصل مع الديمقراطيين، كان ديرمر يراهن على ترامب والحزب الجمهوري لإبقاء الدعم الأمريكي مستمرًا.

وقد أدى هذا إلى أن إسرائيل لم يكن لديها خيار سوى إنهاء الصراع في ظل التوترات المتزايدة في الداخل الفلسطيني والمخاوف من تصاعد العزلة الدولية.