نص كلمة الرئيس السيسى فى اجتماع القمة التنسيقى لمنتصف العام للاتحاد الإفريقى


ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، كلمة خلال أعمال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، وذلك بصفة سيادته رئيس الدورة الجارية للقدرة الإقليمية لإقليم شمال إفريقيا، استعرض سيادته خلالها الجهود المصرية لتعزيز جاهزية القدرة لضمان استعداديتها لتعزيز السلم بالقارة الإفريقية، وفيما يلي نص الكلمة:
فخامة الرئيس جواو لورنسو، رئيس جمهورية أنجولا ورئيس الاتحاد الإفريقي.
فخامة الرئيس تيودورو أوبيانج، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية.
السيد محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي،
أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات.
السيدات والسادة الحضور.
استهلّ كلمتى بتوجيه خالص الشكر والامتنان لأخي فخامة الرئيس تيودورو أوبيانج رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لأخي فخامة الرئيس "جواو لورينسو" رئيس جمهورية أنجولا، على قيادته الرشيدة لدفة العمل الإفريقي المشترك.
كما لا يفوتني أن أتقدم بالتهنئة وخالص التقدير لقيادات المفوضية الجديدة، وعلى رأسهم السيد محمود علي يوسف، وأن أؤكد دعمنا لأجندته الطموحة لإصلاح عمل المنظمة وتحسين كفاءتها وأدائها.
الحضور الكريم..
تشهد قارتنا العديد من التحديات الجيوسياسية المعقدة والمتشابكة، بدءًا من النزاعات المسلحة، مرورًا بتفشي آفة الإرهاب، وصولًا إلى الجريمة المنظمة العابرة للحدود، فضلًا عن تداعيات تغيرالمناخ، وهى التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في إفريقيا، وتستلزم تضافر جهودنا من أجل مواجهتها.
ومن هذا المنطلق، فإن تفعيل وتعزيز الآليات الإقليمية المعنية بحفظ السلم والأمن في القارة بات أمرًا ضروريًا. ومن هنا، تبرز أهمية القوة الإفريقية الجاهزة كركيزة أساسية في منظومة السلم والأمن الإفريقية، وبحيث تستند إلى مكوناتها الاقليمية، مثل قدرة إقليم شمال إفريقيا، التي تتولى مصر رئاستها الدورية العام الحالي، بما تتيحه هذه المنظومة من توافر قوة متعددة الأبعاد ومتكاملة التجهيز، تتمتع بالقدرة العملياتية، والاستعدادية للانتشار لدعم وحفظ السلام.
السادة الحضور.
إن تنفيذ مهام مكونات القوة الإفريقية الجاهزة، ومن بينها قدرة إقليم شمال إفريقيا، في دعم جهود الوقاية من النزاعات، والاستجابة السريعة للأزمات، وحفظ وبناء السلام، يتطلب تنسيقًا وثيقًا مع مفوضية الاتحاد الإفريقي، ومختلف الأقاليم الجغرافية، كما يتطلب توفير تمويل مستدام لأنشطة القدرة، لاسيما لبناء القدرات، بما يحقق الجاهزية التامة لها متى اقتضت الضرورة.
وقد خطت قدرة إقليم شمال إفريقيا خطوات إيجابية على هذا المسار، حيث أقرت اجتماعات رؤساء الأركان ووزراء الدفاع، التي انعقدت في القاهرة مطلع العام الجاري، خطة الأنشطة والبرامج، ودشنت مسارًا للإصلاح المالي والإداري للقدرة، وقامت بمراجعة إجراءات عملها وتحديثها، لتتواكب مع نظيراتها بالاتحاد الإفريقي، وبما يحُقق استدامة مالية، وكفاءة في التخطيط والإنفاق.
كما تبذل الأمانة التنفيذية لقدرة إقليم شمال أفريقيا، وأجهزة التخطيط والتدريب والتقييم، جهودًا مقدرة داخل الإقليم، لتعزيز مستوى الاستعداد العملياتي، وهو الأمر الذي ساهم في استكمال آخر متطلبات جاهزية القدرة، بتنفيذ التمرين الميداني في دولة الجزائر الشقيقة، بهدف تحقيق التناغم والتنسيق بين المكونات الثلاثة، العسكرية والشرطية والمدنية، وتحقيق فهم أعمق لأدوارها في أي مهام سلام توكل إليها.
أصحاب الفخامة والمعالي، السيدات والسادة،
تأتي الجهود المصرية لتعزيز قدرة إقليم الشمال، في إطار إيماننا الكامل، بأهمية الاستعداد والجاهزية، لحماية مقدرات شعوب قارتنا، وحمايتهم من مختلف التحديات، وتحقيق تطلعاتهم للأمن والاستقرار والازدهار.
وختامًا، تؤكد مصر التزامها الكامل بدعم قدرة إقليم شمال إفريقيا، في إطار اهتمامها الأوسع بتفعيل منظومة السلم والأمن الإفريقي، وفي إطار ريادة مصر لملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وانطلاقًا من إيماننا الراسخ بأن السلم هو أساس التنمية، والتكامل هو طريقنا نحو مستقبل أفضل لقارتنا الغالية.
وشكرًا.