حرب غزة تفضح حقيقة إسرائيل أمام العالم.. قتلة للأطفال والأبرياء


أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه في لحظة تداخل مخيفة بين أحداث متطرفة ومظاهر عنف متواصلة، تتبدى صورة مقلقة لما تشهده إسرائيل اليوم، حيث يعكس ما يحدث في غزة الأزمة العميقة التي تمر بها اليهودية كرؤية إنسانية وأخلاقية فردية وجماعية.
وتابعت أن الصور والتقارير اليومية المقبلة من غزة والضفة الغربية، ومن داخل إسرائيل نفسها، تحمل معها رائحة غير أخلاقية تفوح في عواصم العالم.
وأشارت إلى أن المزيد من الشخصيات البارزة في السياسة والإعلام في الغرب باتت تتحرر من الخوف الذي كان يمنعها من المجاهرة بما هو واضح للعيان، حتى بعض الشخصيات اليهودية البارزة تحاول النأي بنفسها عن إسرائيل التي كانت في يوم من الأيام ملاذًا لشعبها.
وأضافت أن أحد أبرز الأمثلة على هذا التغير المفاجئ يمكن رؤيته في الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورجان، الذي كان من أشد المدافعين عن إسرائيل منذ بداية الحرب، إلا أن المقابلة التي أجراها مع سفيرة إسرائيل لدى بريطانيا، تسيبي حوتوفلي، والتي حاصرها بأسئلة مباشرة جعلتها تعترف بأن إسرائيل تمارس تدميرًا ممنهجًا، ليس فقط للبنية التحتية، بل للأطفال أيضًا، أثارت صدمة حين تم بثها عبر قنوات إعلامية رئيسية في الغرب.
وأوضحت الصحيفة أن المثير للاهتمام في حديث مورجان مع حوتوفلي لم يكن فقط هجومه الحاد عليها، بل موقفه الثابت حين اتهمته بما وصفته "فرية دم"، وهو تعبير تاريخي لطالما استخدم للتشهير بالمعادين للسامية.
وتابعت أنه على غير العادة، لم يتراجع مورجان أمام هذا الاتهام، وهو ما يعكس تغيرًا جوهريًا في مزاج الرأي العام الغربي، كما صرح الصحفي الأمريكي اليهودي جلين جرينوالد، لم يعد أحد يرتجف حين ترفع إسرائيل شعار "فرية الدم"، هذه العبارة فقدت معناها بسبب تكرار استخدامها حتى التآكل.
وأوضحت الصحيفة أن العالم لم يعد يقبل إدعاءات إسرائيل الزائفة بأن قتل الإطفال والإبادة الواسعة في غزة يقع تحت مظلة "حق الدفاع عن النفس".
وأشارت إلى أن الحرب في غزة أصبحت الأكثر دموية ضد الصحفيين والحقوقين، حيث استشهد أكثر من 150 صحفيًا في غزة.
وأفادت بأن هذا الغضب العالمي وصل إلى الداخل الإسرائيلي، حيث بدأ المتظاهرون رفع صور للأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة، ومن بينهم تسعة إخوة وأخوات دون سن الثانية عشرة قُتلوا في خان يونس.
ومنعت شرطة الاحتلال المتظاهرين من رفع هذه الصور بحجة أنها تعتبر "تحريضًا قوميًّا" ويُعد جريمة جنائية.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف المعلن من الحرب كما يظهر اليوم، هو القضاء التام على إمكانية استمرار الحياة في غزة، من أجل دفع سكانها إلى الرحيل.