تعرض الكاتب الكويتي عبداللطيف الدعيج لانتقادات لاذعة من قبل أكاديميين ونشطاء في البلاد، بعد اتهامه بالإساءة إلى الشيخ سعد العبد الله الصباح، الأمير الـ 14 للكويت.

جاء ذلك إثر نشر الدعيج مقالًا ربط فيه ما أسماه بفشل وتعليق عدة قضايا وملفات في البلاد بعهد الشيخ سعد، الذي تولى إدارة الأمور في البلاد بمناصب مختلفة على مدى سنوات طويلة.

وقال الدعيج في مقاله الذي نشره يوم أمس الجمعة، بعنوان (بطل المناخ.. بطل الاحتلال) على حسابه الإلكتروني: "إن هناك من يحاول تلميع المرحوم الشيخ سعد العبدالله ويتحسر على أيامه التي تميزت بالجمود والإنفاق، وتبديد الثروة القومية واختلاق المشكلات، مبينًا أن الشيخ سعد مسؤول عن التجنيس العشوائي والعبث بالتركيبة السكانية".

وقوبلت هذه الاتهامات من الدعيج برفض شريحة واسعة من الكويتيين الذين أشادوا بالشيخ سعد الذي شغل عدة مناصب منذ ستينيات القرن الماضي، ومنها وزارتا الدفاع والداخلية، إضافة إلى توليه رئاسة الحكومة منذ عام 1978 حتى عام 2003.

وكان الكاتب الدكتور أنور الشريعان من بين المنتقدين لهذه الاتهامات التي طالت الشيخ سعد، حيث كتب مقالاً نشرته صحيفة "الشاهد" المحلية، السبت، للدفاع عن الشيخ سعد تحت عنوان (محشوم يا بطل التحرير)، وهو اللقب الذي أطلقه الكويتيون على الشيخ سعد عقب تحرير الكويت من الغزو العراقي؛ كونه نصح أمير البلاد آنذاك عند بداية الغزو بمغادرة الكويت واللجوء إلى السعودية.

وقال الدكتور الشريعان ردًا على اتهامات الدعيج: إن "السيد عبداللطيف الدعيج هو يعلم علم اليقين أن المفسدين والمتنفعين وحلفاءهم كانوا وما زالوا موجودين ومتسرطنين وأصبحوا جزءا من هذه المنظومة، التي يجب أن يتم تطهيرها من هذا الفيروس الذي استشرى وشارك في نشره ووجوده اشخاص يعرفهم الدعيج كما يعرفهم الكثيرون".

وأضاف: "ليس من المنطق ولا المقبول أن نختزل كل فشلنا بشخص الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، الشيخ سعد ترك رئاسة الوزراء قبل 17 عاماً، فهل قل المفسدون وتوابعهم أم ازدادوا نفوذاً؟!".

واعتبر الناشط خليل العريان أن انتقاد شخص متوفى منذ أعوام هو عمل مشين، مستذكراً بذات الوقت بعضا من إنجازات الشيخ سعد لا سيما فترة الغزو العراقي للكويت.

وفي ذات السياق، كتب الناشط نواف مشعل السويط: "الظاهر أن الحظر الكلي أثر عليك، اتقِ الله في نفسك، المغفور له الشيخ سعدالعبدالله، ( اجتهد ) إن أصاب إو أخطأ يبقى اجتهادا، لكنه بوجهة نظري قام بكل واجباته، المغفور له قائد شريف عفيف، اتقِ الله، رجل متوفى يرجي رحمة ربه، وإن الناس تدعو له بالشهر الفضيل. الله يغفر له ويجزاه عنا خير الجزاء".

وقال الدكتور صالح ناصر المجروب: "رحم الله الشيخ سعد وغفر له. لقد جمعت كل مشاكل الكويت من تزوير انتخابات 1967 لغاية وفاته ونسبتها له... ألا تعتقد أن في هذا إجحافا وظلما له. أتمنى من أبنائه أن يقدموا عليك شكوى في القضاء حتى تثبت صحة كلامك من عدمه".

وتواصلت الانتقادات للكاتب، وسط أنباء غير مؤكدة عن توجه ورثة الشيخ سعد لمقاضاة الدعيج، الذي أشار لاحقًا إلى وجود حملة لإغلاق حسابه من قبل المستائين من مقاله المثير للجدل.

وتولى الشيخ سعد إمارة الكويت يوم 15 يناير/ كانون الثاني 2006، عقب وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح، إلا أن فترة حكمه كانت قصيرة جدًا، حيث تمت تنحيته من قبل مجلس الأمة بعد عشرة أيام بناءً على طلب من مجلس الوزراء بسبب وضعه الصحي الحرج، لتتم تسمية الشيخ صباح الأحمد أميراً للبلاد منذ ذلك الحين.

وتوفي الشيخ سعد في أيار/ مايو 2008، عن عمر يناهز 78 عاما، بعد سنوات من المرض والسفر لتلقي العلاج.