واجه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان انتقادات لاذعة على خلفية إرساله مرتزقة سوريين إلى ليبيا، بما يتعارض مع تعهداته ضمن مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا؛ حيث اتهم الجيش الليبى، تركيا بإنزال أسلحة ومرتزقة فى ليبيا، فيما شددت روما على ضرورة التزام أنقرة بمخرجات المؤتمر، بعدما وجهت باريس اتهامات لأنقرة بعدم الوفاء بتعهداتها.

وأكد المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى اللواء أحمد المسمارى، فى مؤتمر صحفى، أمس الأربعاء، أن الجيش الليبى رصد، إنزالا لأسلحةً وآليات عسكرية تركية رست فى ميناء طرابلس، مضيفًا أن عدد المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا تجاوز الـ 3 آلاف عنصر، فيما رصد الجيش الليبى وجود مرتزقة سوريين وأتراك فى أحد المعسكرات على الحدود الليبية التونسية، وفقا لموقع «العربية. نت» الإخبارى.

واعتبر المسمارى أن المرتزقة السوريين يتخذون من المدارس فى طرابلس مقرات، مؤكدا خرقهم للهدنة فى أكثر من محور.

وأضاف المسمارى أن «تركيا تقوم بتمكين عناصر تنظيمى داعش والقاعدة الإرهابيين من التواجد على الساحل الليبى، وربما سينتقل جزء منهم إلى أوروبا».

كانت تقارير أفادت أن جنودا أتراكا تم إنزالهم، فجر أمس، فى ميناء العاصمة الليبية طرابلس، بعد وصولهم على متن بارجتين حربيتين تركيتين لدعم الميليشيات الموالية لفايز السراج فى المعارك الدائرة بالعاصمة.

وعلى إثر ذلك، اتهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أمس، أردوغان بعدم احترام تعهداته المتعلقة بإنهاء التدخل الخارجى فى الأزمة الليبية ولاسيما عدم إرسال سفن تركية تقل مرتزقة إلى ليبيا.

وقال ماكرون بعد استقباله رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس: «رأينا فى الأيام الأخيرة سفنا تركية تقلّ مرتزقة سوريين تصل إلى الأراضى الليبية»، معتبرا أن ذلك «يتعارض صراحةً مع ما التزم أردوغان بالقيام به أثناء مؤتمر برلين، إنه عدم احترام لكلامه»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيطالى لويجى دى مايو، أن التزام أنقرة بمخرجات مؤتمر برلين يمثل ضرورة أساسية لوقف إطلاق النار فى ليبيا، جاء ذلك خلال محادثة هاتفية أجراها دى مايو مع نظيره التركى، مولود جاويش أوغلو «حول الوضع فى ليبيا وشرق منطقة المتوسط».

ونقلت وكالة «آكى» الإيطالية عن مصادر فى الخارجية الإيطالية أن دى مايو أعرب عن قلقه البالغ إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار، وأدان قصف مدرسة جنوب طرابلس، والذى أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.

وأوضح دى مايو أن التزام تركيا أساسى فى هذه المرحلة، إذ نحتاج إلى العمل سويًا لإعادة العمل بوقف إطلاق النار وإطلاق طاولة الحوار السياسى التى نوقشت فى مؤتمر برلين.

بدوره، أعرب المندوب التونسى لدى الأمم المتحدة، المنصف البعتى، أمس عن قلقه الشديد من نقل مقاتلين سوريين للقتال فى ليبيا.

وقال البعثى، خلال كلمة ألقاها فى جلسة حول الأزمة السورية بالأمم المتحدة: «نعرب عن قلقنا الشديد إزاء عمليات نقل مقاتلين سوريين إلى ليبيا»، بحسب موقع «الساعة 24» الليبى.