السبت 27 أبريل 2024 05:38 صـ
حزب إرادة جيل

إعلام إسرائيلى: الجانب المصرى يحاول فعل ما لا يصدق للوصول لصفقة وحل الأزمةجامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام المؤيد للفلسطينيينتشكيل الهلال أمام الفتح في دوري روشن السعودي.. بونو يحمي العرينترتيب فرق مجموعة الصعود في دوري المحترفين ومواعيد مباريات الأسبوع الثامنخبير علاقات دولية: العلاقات الدولية الآن قائمة على تحقيق المصالح الشخصيةخبير علاقات دولية: مصر تعمل على تحقيق السلام والأمن بمنطقة الشرق الأوسطالعيسوي: 7مليون ونص عددالصم والبكم في مصر وتفعيل دورهم إضافة اقتصاديةالعيسوي: 7مليون ونص عدد الصم والبكم في مصر وتفعيل دورهم إضافة اقتصاديةنائبى دمياط بمجلس الشيوخ وليد التمامي ومحمد ابو حجازي يشيدان بكلمه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبه تحرير سيناءالنائب تيسير مطر يشيد بكلمه الرئيس السيسي بمناسبه اعياد تحرير سيناءمايكل نصيف : الرئيس أولى اهتمام كبير في دعم وتمثيل الشباب ومطلوب من المجتمع المدني إعطاء فرص أكبر لتمكينهم في القيادةنائب رئيس حزب المؤتمر:كلمة الرئيس السيسي حملت رسائل قوية لجميع المصريين من أجل العمل والوقوف متحدين في مواجهة التحديات
الوطن

الدكتور شوقي علام: لا عذر لنا أمام الله إن قصرنا في تفنيد انحرافات الجماعات المضللة

حزب إرادة جيل

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إنَّ اللهَ تعالى جعلَ في أعناقِنا أمانةَ البيانِ والتبليغِ وتصحيحِ الخطابِ الفكريِّ والدعويِّ، وتفنيدِ انحرافاتِ هذه الجماعاتِ المضلِّلَةِ، وهو واجبُ الوقتِ الذي لا عذرَ لنا أمامَ الله تَعالى إنْ قَصَّرْنا أو تردَّدْنا فيه، فبقدرِ مَا نجتهدُ في إبعادِ العامةِ والشبابِ عنْ هذه الأفكارِ وتصحيحِ هذه المفاهيمِ؛ نعملُ على نشرِ الأمنِ والأمانِ ونسعَى لعصمةِ الدماءِ، وتجنيبِ البلادِ والعبادِ شرورَ الفوضى وويلاتِ الفتنةِ، ونساهمُ في عودةِ الصورةِ الصحيحةِ عنِ الإسلامِ، والقضاءِ على ظاهرةِ الإسلاموفوبيا.

وأضاف مفتي الجمهورية، في كلمته اليوم الثلاثاء، أمام مؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الديني، أن الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسيِّ رئيس الجمهورية تحمَّلَ الأمانةَ بشرفٍ ونزاهةٍ وشفافيةٍ، بروحِ المجاهدِ الصادقِ، والقائدِ الأمينِ، وتجشَّمَ عِبْءَ إيصالِ دعوةِ الإسلامِ ورسالتِه الخالدةِ إلى العالمِ مِن حولِنا وإلى الأجيالِ مِن بعدِنا، خالصةً مِن شوائبِ أفكارِ هذِه الجماعاتِ الضالَّةِ ورواسبِها ِّ،كما انه قائدِ نهضتنا الحديثة.

وأشار المفتي إلى أنَّ أهمَّ ما نحتاجُ إلى تحريرِ معناهُ والاتفاقِ عليه في هذا الإطارِ، منهجيةُ التجديدِ الَّتي تَنتهجُها المؤسساتُ الدينيةُ لِتجديدِ الخطابِ الفكريِّ والدعويِّ، وموقفُنا مِن قضايا التراثِ، وكيفيةُ الموازنةِ الدقيقةِ بينَ الثابتِ والمتغيرِ، فنحنُ نحتاجُ إلى استعادةِ المنهجِ العلميِّ الصحيحِ، الذي حادَ عنه طَرَفا النقيضِ؛ دعاةُ التَّطرُّفِ والجمودِ مِن ناحيةٍ، ودعاةُ الانفلاتِ والتغريبِ مِن ناحيةٍ أُخرى.

وألمح إلى أن جماعاتُ التَّطرُّفِ والإرهابِ، تعاملتْ معَ التراثِ تَعامُلًا حَرفيًّا جامدًا كأنَّه مقدسٌ، واستدعتْ خِطابًا وأحكامًا اجتهاديةً قدِ استُنبطتْ لِواقعٍ يُغايرُ واقعَنا، فاختلَقوا صِدامًا لا مَعنى له بينَ التراثِ والمعاصرةِ، وما كانَ لهذا الصدامِ أنْ يَقَعَ لولا القراءةُ الخاطئةُ الجامدةُ للتراثِ، ولولا الخلطُ المنهجيُّ الذي دأبتْ عليه هذه الجماعاتُ قديمًا وحديثًا.

وتابع قائلا: وإذا جِئنا إلى الطرفِ الآخَرِ نجدُهم يَستقونَ أفكارَهم مِن نماذجَ معرفيةٍ غريبةٍ عنِ الإسلامِ، لا تَمُتُّ إلى النموذجِ المعرفيِّ الإسلاميِّ الوسطيِّ الأصيلِ بِصِلَةٍ، والتجديدُ عندَهم لا يتجاوزُ مَعنى التجريدِ، أي تجريدِ الإسلامِ مِن ثوابتِه التي تُعرفُ عندنا بالمعلومِ مِنَ الدينِ بالضرورةِ، تلكَ الثوابتُ التي تحفظُ الدينَ ولا تتغيرُ بتغيُّرِ الزمانِ ولا المكانِ، وهيَ تمثِّلُ الصورةَ الصحيحةَ للدينِ التي تنتقلُ عَبْرَ الأجيالِ بالتواترِ العمليِّ والنقليِّ، بحيثُ إذا قُلنا إنها تمثِّلُ عصبَ الدينِ ولُحْمَتَهُ وَسَدَاهُ، فلنْ نكونَ مُبالغينَ بأيِّ حالٍ مِنَ الأحوالِ، فلسنا في مَنْدُوحَةٍ لأنْ نسمحَ لهذا العبثِ الحداثيِّ أنْ يُمارِسَ تهورَهُ باسمِ الاجتهادِ والتجديدِ.

ونوه مفتي الجمهورية إلى أنَّ المنهجيةَ العِلميةَ الرصينةَ الَّتي سارَ عليها التعليمُ فِي الأزهرِ الشريفِ، والَّتي تعتمدُ على مبدأِ التوثيقِ والتدقيقِ والتكامُلِ بينَ العلومِ والمعارفِ، ونسبةِ مَا في التراثِ إلى التراثِ، والتَّعامُلِ معَ الواقعِ بفكرٍ جديدٍ وبأدواتٍ مختلِفةٍ في ضَوءِ إدراكِ المقاصدِ الشرعيةِ المرعيَّةِ؛ لَتُؤسِّسُ -بشكلٍ مؤكَّدٍ- معالمَ خطابٍ فكريٍّ ودينيٍّ متوازنٍ، يحفظُ الثوابتَ ويُراعي المتغيراتِ.

ولفت إلى تجربةِ دارِ الإفتاءِ المصريةِ في مجالِ تجديدِ الخطابِ الدينيِّ بشكلٍ عامٍّ، وفي مجالِ الإفتاءِ بشكلٍ خاصٍّ، حيثُ قامتِ الأمانةِ العامَّةِ لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ في العالمِ بتنظيم عِدَّةَ مؤتمراتٍ لِتَحريرِ صِناعةِ الإفتاءِ مِن خطابِ الجمودِ والتعصبِ.. كما قامت بإطلاقِ حُزْمَةٍ مِنَ المبادراتِ والمشروعاتِ العلميةِ الَّتي استهدفتْ تجديدَ الخطابِ الدينيِّ وتفكيكَ الأفكارِ المتطرفةِ وتفنيدَها، ولا زِالت تعملُ عَلى عددٍ مِنَ المشروعاتِ الجديدةِ في هذا الإطار.
وأضاف المفتي: أنجزْنَا العديدَ مِنْ برامجِ التأهيلِ والتدريبِ للسادةِ أمناء الفتوى والباحثين في مجال الفتوى عَلى مُستوَى العالمِ؛ لتمكينِهم مِنَ استيعابِ شُبهاتِ الإرهابيينَ وأفكارِهم والردِّ عَليها بطريقةٍ عِلميَّةٍ وأساليبَ إقناعيَّةٍ متنوعةٍ. وعَلى مُستوى الخطابِ العامِّ أطْلَقنا العديدَ مِن مِنَصَّاتِ التواصلِ الاجتماعيِّ المتنوعةِ، وأنتجْنا العديدَ مِنَ الأفلامِ القصيرةِ المناسبةِ لِغَيْرِ المتخصصينَ، تَتضمَّنُ بأسلوبٍ سَهْلٍ مَيسورٍ توصيلَ الفكرِ الصحيحِ وتفنيدَ الأفكارِ الشاذةِ والمتطرفةِ.

وقال: لا شكَّ أنَّنا جميعًا في أَمسِّ الحاجةِ لأنْ نَضْطَلِعَ بمهامِّ الإصلاحِ والتجديدِ والاجتهادِ بكلِّ وضوحِ وجُرْأَةٍ، وبأقصى درجاتِ الصراحةِ والمكاشفةِ، فقدِ انجَلَتِ الأمورُ لكلِّ ذِي عينينِ، وباتتْ قَضايا الأمَّةِ العادلةُ واضحةً لِمَنْ كانَ له قلبٌ أَوْ أَلْقَى السمعَ وهو شهيدٌ، فنحنُ نَرى الأحداثَ تتسارعُ مِنْ حولِنا وقد تحوَّلَتِ الأفكارُ الإرهابيةُ إلى مخططٍ دوليٍّ خبيثٍ ضِدَّ مصرَ ودولِ المنطقةِ بأسرِها، وعَلى المؤسساتِ الدينيةِ أنْ تتكاتفَ وتتعاونَ لِتعملَ بمُقتضى الميثاقِ الَّذي أخذهُ اللهُ تعالى عَلى أهلِ العلمِ في القرآنِ الكريمِ، حيث قال: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ}.

وأردف قائلا: "وإنه وقدْ اجْتَمَعَتْ كلمةُ أهلِ العلمِ الآنَ عَلى ضلالِ هذه الجماعاتِ ضلالًا بعيدًا، تجاوزَ مرحلةَ اعتبارِه وجهةَ نظرٍ، أو مجردَ مخالفةٍ في الرأي، أو خطأٍ في التطبيقِ والممارسةِ، بلْ باتَ واضحًا لكلِّ ذي عينينِ أنَّ أصلَ فكرِ هذه الجماعاتِ الضالَّةِ الَّذي أُسِّستْ عليه مِن بدايةِ أمرِها أصلٌ فاسدٌ خبيثٌ لا عَلَاقةَ له بالإسلامِ؛ جدَّدَ في الأمَّةِ منهجَ الخوارجِ الأوائلِ، واستباحَ القتلَ والتدميرَ وتخريبَ الدُّول وبثَّ الفتنةِ باسمِ التمكينِ والحاكميةِ واستعادةِ الخلافةِ، ولم يَكتفوا بذلكَ بلْ تآمروا معَ قُوًى معاديةٍ لإسقاطِ مصرَ -حماها اللهُ- وانحازوا ضدَّ بلادِهم لِصالحِ دُوَلٍ مُعَاديةٍ للوطنِ العزيزِ الذي يجبُ علينا شَرعًا وطَبْعًا أنْ نفديَهُ بالمُهَجِ والأرواحِ والدماءِ متى طُلب منَّا ذلك، فسقطَ هؤلاءِ في خطيئةِ خيانةِ الأوطانِ، وساروا في طريقِ الشيطان".

ِواستطرد المفتي: ولولا حكمةُ القيادةِ المصريةِ الواعيةِ، وتضحياتُ القواتِ المسلحةِ الباسلةِ، ويقظةُ الشرطةِ المصريةِ المجاهدةِ، لتمكَّنتْ هذه الجماعاتُ الضالَّةُ مِنْ نَيْلِ مَأْرَبِها الشيطانيِّ، لكنَّ اللهَ خيَّبَ سعيَهم، وشتَّتَ شملَهم، وفرَّقَ جمعَهم، وفضحَ تآمُرَهم وخيانتَهم على رءوسِ الأشهادِ، ولا زالوا يخرجونَ مِن خيانةٍ إلى أشدِّ منها، ومن تآمرٍ إلى أخبثِ مِنه، واللهُ تَعالى مِن ورائِهم محيطٌ.

وأوضح أنه إذا كانَ تجديدُ الخطابِ الدينيِّ والفكريِّ والدعويِّ مِنَ المهامِّ الأصيلةِ والأساسيةِ لمؤسساتِنا الدينيةِ العريقةِ، وهو في ذاتِ الوقتِ ركنٌ ركينٌ مِن معركتِنا معَ جماعاتِ الإرهابِ الَّتي وقعتْ في بئرِ الخيانةِ؛ فوجبَ علينا إذنْ أنْ نُجمِعَ -ونحن في قلبِ المعركةِ- على أنَّ أيَّ درجةٍ مِن درجاتِ الصمتِ عن الحقِّ، أو أيَّ نوعٍ مِن أنواعِ الحيادِ، أوْ لونٍ مِن ألوانِ الوقوفِ في المنتصفِ بينَ هذه الجماعاتِ وبينَ الوطنِ العزيزِ؛ بما يَعني عدمَ الانحيازِ الكاملِ إلى الوطنِ، لَهُوَ خيانةٌ كبيرةٌ للهِ ولرسولِهِ ولأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِهم.

وأضاف المفتي: إنَّ الإرهابَ الفكريَّ الذي مارستْهُ هذه الجماعاتُ بحقِّ علماءِ المؤسساتِ الدينيةِ الذين انحازوا بِكُلِّيَّتِهم إلى الحقِّ والعدلِ؛ أي إلى الوطنِ في قضيتِه العادلةِ، وفضحُوا حقيقةَ هذه الجماعاتِ؛ هذا الإرهابُ لنْ يُثْنِيَنا لحظةً واحدةً عن الاستمرارِ في جهادِنا الفكريِّ والعلميِّ ضدَّ مخططاتِ هذه الجماعاتِ، ولنْ نكونَ -إنْ شاءَ اللهُ تعالى- أقلَّ تضحيةً وبسالةً وانحيازًا للحقِّ والعدلِ، مِنْ جُنودِنا الأبطالِ الذينَ بذلُوا ولا زالوا يبذلونَ أَغلى المهجِ، وأطهرَ الأرواحِ عَلى خُطوط المعاركِ الضاريةِ ، مضيفا " كلُّنا جنودٌ لمصرَ وللإسلامِ، وكلٌّ منَّا عَلى ثَغْرٍ مِن ثُغُورِ الدِّينِ والوطنِ. وإذا كانتْ هذِه الجماعاتُ الضالةُ لم تجدْ بُغْيتَها في ثُغورِ جنودِ القتالِ، فهي كذلكَ لنْ تجدَ رجاءَها في ثُغورِ جنودِ العلمِ والفكرِ والدعوةِ والاجتهادِ، فقدْ قالَ اللهُ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}" .

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

آخر الأخبار