قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن والغرب يواجهان تهديدا يتمثل في اليمين المتطرف، وهو ما كان واضحا في خطاب تنصيب بايدن، الذي ركّز فيه بشكل كبير على خطورة هذا التوجه، الذي أججه الرئيس السابق دونالد ترامب، ووصل إلى ذروته مع اقتحام مبنى الكونجرس، في السادس من يناير الجاري.
وأضافت في تحليل إخباري، أن ”(الترامبية) التي استمرت 5 سنوات أدت إلى الإسراع في الحديث عن تهديد اليمين المتطرف للديمقراطيات الغربية، ومن ألمانيا إلى نيوزيلندا إلى الولايات المتحدة، فإن المتطرفين اليمينيين حملوا السلاح وشنّوا هجمات إرهابية دموية، وشجعهم على ذلك كراهيتهم للمهاجرين والليبراليين. في بعض الحالات يمكن رسم خط يربط بين تطرفهم واللهجة التحريضية التي استخدمها ترامب“.
وأردفت الصحيفة: ”لجأ ترامب واليمين إلى شيطنة حركة (أنتيفا) اليسارية المتطرفة، ولكن الأرقام تشير إلى أن مؤامرات اليمين المتطرف والمتعصبين البيض فاقت بشكل كبير نظيرتها لدى اليساريين أو الأناركيين في عام 2020“.
وتابعت: ”محققون أمريكيون في واقعة اقتحام مبنى الكابيتول، في السادس من يناير، بواسطة أنصار ترامب قالوا إن الهجوم كان متعمدا من جانب هؤلاء المتعصبين البيض، وبعضهم كانوا بالفعل على قائمة المراقبة لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، إف بي آي، 1 من 5 تقريبا من المتهمين البالغ عددهم 140 شخصا، في واقعة اقتحام الكونجرس، يبدو أنه سبق لهم الخدمة في الجيش الأمريكي“.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات استبعدت 12 من الحرس الوطني الذين تولوا تأمين مراسم تنصيب بايدن في واشنطن، بعد أن كشف الفحص أن اثنين على الأقل منهم من المتعاطفين المحتملين مع هؤلاء المتعصبين، أو على علاقات بالجماعات المناهضة للحكومة.
وأردفت: ”في ألمانيا أيضا استيقظت السلطات على تهديد القوميين البيض، أو النازيين الجدد، الذين نجحوا في اختراق القوات الأمنية الألمانية، وفي يوليو الماضي، قامت الحكومة بحلّ وحدة تابعة لقوات النخبة في الجيش؛ نظرا للعلاقات المشتبه بها بين قوات الكوماندوز مع اليمين المتطرف“.
ورأت أن مسؤولين في إدارة الرئيس السابق ترامب لم يتعاملوا بجدية مع التهديد المتمثل في اليمين المتطرف، حيث بدا أنهم تجاهلوا خطر الجماعات اليمينية المتطرفة.
وشددت الصحيفة على ”ضرورة تغيير طريقة التعامل مع تلك الظاهرة المتصاعدة، سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا، وعدم النظر إليها بوصفها حوادث منعزلة عن بعضها البعض، ولكن حان الوقت كي يتم مواجهتها بوصفها ظاهرة عالمية آخذة في التطور؛ لأنه إذا لم تقم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بحشد الموارد سريعا والاتحاد ضد هذا التهديد، فقد يفقدان فرصة مهمة لوقف انتشاره“.