الجمعة 19 أبريل 2024 10:10 مـ
حزب إرادة جيل

جوميز يعلن قائمة الزمالك لمواجهة دريمز الغانى فى ذهاب نصف نهائى الكونفيدراليةالمقاولون العرب يكشف تشخيص لؤى وائل وتطورات حالتهالصحة الفلسطينية: استشهاد طفل برصاص الاحتلال فى مخيم نور شمساستشهاد فلسطينى وسقوط عدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال المناطق الشرقية لرفحأستاذ علوم سياسية: ما يجرى بين إيران وإسرائيل في إطار التصعيد لقواعد الاشتباك المتفقوسائل إعلام أمريكية: هجوم إسرائيل على إيران استهدف قاعدة عسكرية بأصفهانالبلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرةنائب رئيس حزب المؤتمر: استخدام امريكا حق الفيتو ضد عضوية فلسطين يتناقض مع أحكام القانون الدوليأهمية الإعلام في التأثير على الرأي العام وتشكيل الوعي الجماهيري بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بقلم الكاتب والباحث الاعلامي د.رضوان عبد اللهاندرايف تحتفل بالسائقين الفائزين في مسابقة العمرةاسلام عبد الرحيم يكتب: إرساء دعائم الجمهورية الجديدةالنائب علاء عابد: القمة المصرية البحرينية تأكيد على جهود مصر لوقف الحرب على غزة
فنون

”أصحاب ولا أعز” ”لا هذا فيلم، ولا هذه سينما” بقلم الكاتب الصحفى محمود درويش

حزب إرادة جيل

بداية، لن أسير في ركب المنتقدين والمهاجمين للفنانة منى زكي عن دورها في فيلم (أصحاب ولا أعز)، فهي هنا تؤدي وظيفتها كممثلة.
لكن، من حقي كمشاهد أن أقول "لا هذا فيلم ولا هذه سينما".
فليس معنى أن "أصحاب ولا أعزّ" هو أول فيلم عربي من إنتاج منصة "نيتفليكس" الأمريكية، ويعرض في ١٩٠ دولة مترجما إلى 31 لغة ومدبلجا إلى 3 لغات، أن أهلل وأشيد بتلك المنصة - التي طالما اشدت بها بالفعل- بفضل ما تقدمه لهواة السينما حول العالم، وأنا منهم قطعا، وكم استفدت من أفلام اخترت مشاهدتها بنفسي ولم يفرضها علَّي أحد، لا سيما الأفلام الوثائقية.
وإذا كان (أصحاب ولا أعز) المأخوذ عن الفيلم الإيطالي Perfect Stranger أو (غرباء بالكامل) قد تم إنتاجه من قبل في 18 نسخة مختلفة حول العالم، فما ذنبنا نحن الناطقين بالعربية لنشاهد نسخة بلغتنا بعيدة كل البعد عن واقعنا؟ وماذا يقدم الفيلم "الذي هو مش فيلم أصلا".
الفيلم يحكي عن سبعة أصدقاء "3 أزواج وزوجاتهم وصديق أعزب"، يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، بشرط أن تكون كل الرسائل أو المكالمات الواردة إليهم على مرأى ومسمع من الجميع، وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التي لم يكن يعرف عنها أحد بمن فيهم أقرب الأصدقاء.
وهنا أتساءل.. لماذا تم اختيار المخرج اللبناني "وسام سميرة" لكتابة الفيلم وإخراجه؟ ولماذا تدور احداث الفيلم في لبنان، وستة من أبطاله لبنانيون إلى جانب منى زكي المصرية وزوجها إياد نصار "الأردني الذي قدم شخصية مصرية"؟
ولماذا حُسب الفيلم على أنه إنتاج مصري ولماذا كان منتجه مصريا "محمد حفظي" ولم يحسب على أنه إنتاج لبنان؟
وأستطيع أن أجيب أن كل ذلك تم لخصوصية المجتمع اللبناني الأكثر انفتاحا على الغرب من كل الدول العربية، وبالتالي يمكن أن نرى فيه هذه النماذج التي جسدها الفيلم، والتي لم يكن ممكنا أن نراها بهذه الصورة الفجة في مصر التي أنتجت الفيلم لصالح "نيتفليكس".
ثم ما هذه السينما التي تصور 95 % من مشاهد فيلم في "لوكيشن" واحد بدرجة تدعو إلى ملل المشاهد ونفوره من المشاهدة؟
وهل بعد مشاهدة الفيلم بأكمله، على المشاهد أن يتفاجأ بأن كل ما حدث من أحداث، لم يقع أصلا، وكأنه كان نوعا من الحلم أو الهلوسة..
الفيلم غير ممتع بالمرة، إلى جانب ما يقدمه من حوار إباحي وقصص خيانات ومثلية، وكلمات فجة "نطقت بالإنجليزية" مثل (الواقي الذكري Condom)، و(قطعة الملابس الداخلية السفلى للمرأة Underwear)، التي تخلعها منى زكي وتضعها في حقيبتها ثم تخرجها من الحقيبة لترميها في دولابها، في لقطتين هما الأوليان من نوعهما في عالم السينما المصرية (على حد علمي) التي لم تنزلق إلى هذا التدني من قبل، إلى جانب (كلمة Gayالرجل الشاذ جنسيا).
إذا كان هذا التدني هو الثمن الذي تدفعه السينما المصرية لتصبح محظية من محظيات "نيتفليكس"، فبئس به من ثمن دفعه غافلون واهمون بقدرتهم على اللحاق بالعالمية التي يسعى البعض جاهدا إلى اللعب وفق قواعدها غير منتبهين إلى ما يلحقه ذلك بنا من تخريب لنفوس كانت صافية جدا مع السينما المحلية، التي لن أطلق عليها لفظ "النظيفة"، بل سأوصفها بـ"السينما الحقيقة" التي شكلت وجدان أجيال عديدة، وعالجت قضايا مجتمعنا، وكانت قوتنا الناعمة لسنوات طوال.
كل ذلك ليس بجديد في عصر "التغريب" وزبانيته الذين علت أصواتهم ونزعوا برقع الحياء بتشجيع من أيادٍ خفية مستعدة حتى لنزع "ورقة التوت".

آخر الأخبار