السبت 20 أبريل 2024 10:36 صـ
حزب إرادة جيل

الجمعية المصرية للأوتيزم تشارك في المؤتمر الدولي الثامن للصحة النفسيةسيدا: مصر الأولى عربيا إنتاجا للكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياحالخبراء: 60% من التجارة الإلكترونية في مصر لا تخضع للضرائبالعيسوي و مسؤولين أتراك يتفقان على إجراء إجتماعات b2bفي قطاعات اقتصادية متنوعة في القاهرةتشكيل قيادات الروتاري واختيار مايكل نصيف منسق مساعدي محافظ المنطقة الروتاريةجوميز يعلن قائمة الزمالك لمواجهة دريمز الغانى فى ذهاب نصف نهائى الكونفيدراليةالمقاولون العرب يكشف تشخيص لؤى وائل وتطورات حالتهالصحة الفلسطينية: استشهاد طفل برصاص الاحتلال فى مخيم نور شمساستشهاد فلسطينى وسقوط عدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال المناطق الشرقية لرفحأستاذ علوم سياسية: ما يجرى بين إيران وإسرائيل في إطار التصعيد لقواعد الاشتباك المتفقوسائل إعلام أمريكية: هجوم إسرائيل على إيران استهدف قاعدة عسكرية بأصفهانالبلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة
الأشقاء العرب

المنتج السودانى طلال عفيفى: كنا نشاهد الأفلام سرًا خلال حكم «الإخوان»

حزب إرادة جيل

قال طلال عفيفى، المنتج السينمائى السودانى، إن فترة حكم السودان من قِبل جماعة «الإخوان» الإرهابية أدت إلى تراجع صناعة السينما فى البلاد، بعدما قضت على جمهور «الفن السابع»، مشيرًا إلى أن السودانيين فى هذه الفترة كانوا يشاهدون الأفلام بشكل خفى وسرى، على أسطح و«أماكن خاصة».
واعتبر مؤسس ومدير «سودان فيلم فاكتورى»، التى تعد منصة لإنتاج وتعليم الأفلام والترويج للثقافة السينمائية، منذ عام ٢٠١٠، أن بلاده لا تستطيع المنافسة سينمائيًا على المستوى العالمى، بسبب عدم توافر الإمكانيات اللازمة لصناعة السينما، كما أنها لا توجد بها قاعدة مناسبة من الممثلين والممثلات والمنتجين ودور العرض.
ووصف «عفيفى»، على هامش مشاركته فى الدورة العاشرة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، الذى كرّم فيه السودان كضيف شرف، قبل أيام- حركة النشاط السينمائى المتزايدة فى السودان حاليًا وتجسدت فى إنتاج الفيلم المصرى السودانى المشترك: «ستموت فى العشرين»، بأنه «خطوات لم تصل لنتائج مكتملة بعد».

السينما قادرة على تحقيق الوحدة الإفريقية عبر تعريف الشعوب ببعضها بعضًا

بدأ طلال عفيفى حواره بالحديث عن السينما الوثائقية فى السودان، ذلك البلد متعدد الثقافات، قائلًا: «السينما كفن ليست وظيفتها المباشرة تغيير المجتمع، لكنها قادرة على تعزيز معرفة السودانيين ببعضهم بعضًا، لأنهم لا يملكون معرفة حقيقية ببعضهم بعضًا، ما خلق نوعًا من الاختلال أسفر فى أقصى أحواله عن حروب وانقسامات، كما حدث مع جنوب السودان فى عام ٢٠١١».
ورأى «عفيفى» أن السينما الوثائقية السودانية يمكنها المساهمة فى بناء حوار اجتماعى وأهلى، خاصة أنها تتميز بـ«الإثنوجرافية» أى «وصف الأعراق البشرية»، مشيرًا إلى قلة الأفلام ذات الطبيعة الفنية حول هذا الموضوع، وإن كانت ليست منعدمة، فهناك مثلًا فى هذا السياق فيلم: «الحديث عن الأشجار» للمخرج صهيب قاسم البارى.
وأضاف «عفيفى»: «قد يكون التفكير فى صناعة السينما رفاهية فى بلادنا الإفريقية، التى تعانى من الفقر الشديد، لكنى رأيت أنه يمكن لتلك الصناعة، التى تعتمد على الحكايات، فى قارة حكاياتها لا تنضب، أن تكون واحدة من الصناعات القادرة على تحرير القارة من فقرها وتحقيق الوحدة بين دولها».
وشدد على أنه «عند الحديث عن الوحدة الإفريقية، ينبغى أن يكون ذلك بشكل واقعى وليس رومانسيًا، وفى هذا أرى أنه ليس بالضرورة أن نسعى لتوحيد القارة ككل، بل يمكن البدء فى تجربة مثل (اتحاد شرق إفريقيا)، أو اتحاد بين دول وادى النيل والقرن الإفريقى».
واعتبر أنه «كما كان لمعمر القذافى دور فى تأسيس الاتحاد الإفريقى، كخطوة أولى لتوحيد القارة فى كيان واحد، يمكن أن تكون السينما وسيلة للوصول إلى هذا الهدف الغالى، الذى سيوفر حلولًا لمشاكل كثيرة مثل المياه والتنقل والتعليم».
وعن كيفية مساهمة السينما فى تحقيق هذا الهدف، قال «عفيفى»: «يمكن للسينما أن تساعد فى هذا كثيرًا، فعند توزيع أفلام من شرق إفريقيا فى بلاد الشمال مثلًا، سيدرك سكان الجزء الشمالى من القارة حقيقة أوضاع الشرق بعيون أهله، بما يسهم على المدى الطويل فى تحقيق الاتحاد المنتظر»، ضاربًا المثل بأن «بعض الناس لا يزالون يُقصرون الحضارة النوبية فى شخصية (بكار)».
وأشار إلى إحدى التجارب الناجحة فى هذا الإطار، المتمثلة فى الإنتاج الإفريقى المشترك لفيلم «ستموت فى العشرين»، الذى أُنتج بمشاركة أطراف مصرية وسودانية، وعاد بعوائد عديدة على جميع أطرافه، وطوّر الفن نفسه، واستطاع عرض قضايانا كيفما نراها نحن وليس كما يراها الآخر.
ويعد «سودان فيلم فاكتورى» واحدًا من أهم المشروعات الثقافية الفنية فى مشوار «عفيفى»، ومنصة ثقافية مستقلة تهدف إلى بناء قدرات المواهب السودانية الشابة، وإنتاج الأفلام التى تعرض الواقع السودانى أمام العالم.
وعن هذه التجربة، قال المنتج السودانى: «كنت أشارك فى مهرجان ميونخ للسينما الوثائقية، الذى يعد من أعرق المهرجانات السينمائية فى ألمانيا، وفى ختام فعالياته فاز فيلم عراقى اسمه (أيام السقوط) بجائزة المهرجان، متفوقًا على أفلام من الولايات المتحدة وألمانيا والصين والهند، وغيرها من البلاد المستقرة سياسيًا وتنفق ملايين الدولارات على إنتاجها الفنى، وتستخدم فيه أحدث الأساليب الفنية».
وأضاف: «هذا الفيلم العراقى تم تصويره بكاميرا يدوية بدائية، بالتزامن مع الهجوم على العراق، على يد مخرج عراقى فى المنفى اسمه قاسم عبد، الأمر الذى فتح عينى على حقيقة مهمة، هى أننا فى السودان نتكلم عن ضعف الإمكانيات ونعتبرها العائق أمام أى إنتاج فنى محترم، رغم أن هذا المخرج العراقى بأقل الإمكانيات فاز بجائزة واحد من أعرق مهرجانات العالم، لذا قلت لنفسى: (نحن أيضًا نستطيع المحاولة، وصنع شرخ فى جدار الفشل وشماعة الأعذار)».
من هنا جاءت فكرة إنشاء منصة «سودان فيلم فاكتورى»، وعرض فكرتها على مدير المعهد الثقافى الألمانى، فتبناها وأمد «عفيفى» بمعدات وفصل للتدريب والتعلم، لينفصل الأخير عن المعهد بعد ٣ سنوات، ويؤسس هذا الكيان المهم، باعتباره مؤسسة سودانية محلية مهتمة بالتعليم ولها مهرجان سنوى وتوزع أفلام طلابها.

لا نستطيع المنافسة عالميًا.. ولا يوجد لدينا ممثلون أو كُتاب أو دور عرض

لا يقتصر نشاط «عفيفى»، من خلال منصته الإنتاجية والتعليمية «سودان فيلم فاكتورى»، على صناعة السينما، بل يشارك بشكل غير مباشر فى السياسة الداخلية لبلاده، خاصة بعد الأوضاع التى تلت قيام الثورة السودانية، والإطاحة بحكم جماعة «الإخوان»، وهو ما يقول عنه: «(سودان فيلم فاكتورى) تدعم الحكومة الانتقالية، وتسهم فى بناء القوانين والنظام الدستورى، مع العمل على تأسيس معهد للسينما، ومحاولة كسر مركزية العاصمة ومد الثقافة لكل المناطق السودانية».
ومع ملاحظتى محبة بعض أصدقائى السودانيين الأفلام الهندية تحديدًا، سألت «عفيفى» عن حقيقة الأمر، فرد قائلًا: «غير حقيقى، وما يؤدى إلى هذه الفكرة الخاطئة هو توافر عدد كبير من الأفلام الهندية للمشاهدة، وعند عرض أفلام من دول أخرى يشاهدها السودانيون بنفس القدر».
وأوضح رئيس مهرجان السودان للسينما المستقلة المشرف على عروض أفلامه أنه فى الفترة من ١٩٨٥ لـ١٩٩٥ كان جلب الإنتاج الهندى سهلًا جدًا، ما جعل السوق السودانية تتشبع بها، معقبًا: «أظن كذلك أن المصريين لا يحبون الأفلام الأمريكية لأنها تروى ظمأهم للفن، لكن بسبب الإتاحة».
ولا يبدو «عفيفى» متفائلًا بإمكانية منافسة السينما السودانية على المستوى العالمى، على الرغم من نجاح فيلم «ستموت فى العشرين»، قائلًا: «لا يمكن القياس على هذا الفيلم وحده، وما يوجد فى السودان هو مجرد إرهاصات، لأنه لا توجد لدينا دور عرض ولا شركات إنتاج كبيرة ولا كُتّاب سيناريو معروفون ولا قوائم ممثلين وممثلات، فضلًا عن عدم وجود دائرة الإنتاج التى يتطلبها أى فيلم ليرى النور»، معتبرًا أن «ما يحدث الآن هو خطوات لم تصل لنتائج مكتملة بعد».
ماذا عن السينما المصرية بما تمتلكه من ريادة وعناصر تفوق تاريخية وفنية داخل القارة الإفريقية من وجهة نظر طلال عفيفى؟
أجاب المنتج السودانى: «مثلى مثل كل السودانيين تفتحت عيوننا على السينما المصرية، خاصة أفلام رضوان الكاشف وعلى بدرخان وعاطف الطيب، إلى جانب داود عبدالسيد الذى ربطتنى به علاقة صداقة، وتعلمت على يده عبر مشاهدته وهو يعمل».
سألت «عفيفى» بعدها: ساعد فيلم «أريد حلًا» فى تعديل قانون الأحوال الشخصية فى مصر، تُرى هل يمكن لفيلم سودانى تغيير قانون؟ فقال: «لا أظن فى الوقت الراهن، خاصة بعدما قضت فترة حكم الإسلاميين على الجمهور، فوقتها كانت الأفلام تشاهد بشكل خفى وسرى، على الأسطح والأماكن الخاصة»، مضيفًا: «إن كانت السينما قادرة على تغيير قوانين، أظن أن أول القوانين التى سأعمل على تغييرها هى قوانين الأسرة المجحفة فى حق الأطفال والنساء، وبعض قوانين السينما ومحددات أماكن التصوير».
وعلَّق على تكريم السودان كضيف شرف فى مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، ومشاركته فى هذا الحدث، قائلًا: «لمسة رقيقة نقدرها بشدة، ووجود سودانيين فى لجنة تحكيم أفلام المهرجان يمنحه ثراءً وتعددًا فى وجهات النظر، لكن خوفى أن يشعر صانع الأفلام السودانى بوصول إلى النجاح، على الرغم من أننا لم نصل له بعد وما زلنا بعيدين».

آخر الأخبار