الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:01 صـ
حزب إرادة جيل

بمناسبة احتفالات أعياد سيناء تحالف الاحزاب المصرية يعقد اجتماعا يوم الأربعاءجيش الاحتلال: رصدنا 35 عملية إطلاق صاروخى من الأراضى اللبنانية”حزب الله” يستهدف ‏قاعدة عين زيتيم الإسرائيلية بصواريخ الكاتيوشابروتوكول تعاون مشترك بين مكتب النائب الدكتور/ حسين خضير وكيل لجنة الصحه بمجلس الشيوخ ومستشفيات المنصوره الجامعيهنائب رئيس حزب المؤتمر يهنئ الرئيس السيسي بذكري تحرير سيناء”شاف”: تداعيات توتر الصراع الإسرائيلي الإيراني على الاقتصاد العالمي مؤلمة ويشل حركتهنقل البرلمان توافق على الاتفاقية الموقعه بين مصر وإسبانيا بشان توريد 7 قطارات ”تالجو”الجامعة المصرية الروسية تنظم ندوة توعية عن الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.. صورخبير عقارى يطالب الحكومة بمراجعة المشكلات المزمنة فى استخراج تراخيص البناءالبارون للتطوير العقاري تطلق أحدث مشروعاتها وباكورة أعمالها فى المشروعات السكنية بإستتثمارات ال10 مليارات جنيةصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة … ما بين الهدف والمستهدف لتحديد الهوية الثقافيةعضو بشعبة الاستثمار العقاري : القطاع العقاري على أعتاب مرحلة نمو غير مسبوقة ويحتاج لعدد من المحفزات
الوطن

الدكتور شوقي علام: سمات التدين الصحيح الإخلاص في القول والعمل والحفاظ على الوطن ومؤسساته

حزب إرادة جيل

 

أكَّد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن الدين من مكونات المنظومة الحياتية للإنسان، وهو الضابط لهذه الحياة، فقد اقتضى خلق الإنسان ووجوده نوعين من الهداية: هداية فطرية وهداية تشريعية، فإذا حادت فطرة الإنسان عن مسارها الصحيح احتاجت إلى الهداية التشريعية.

جاء ذلك في كلمته خلال ندوة نظمتها جامعة بني سويف اليوم الاثنين، تحت عنوان: "ظاهرة الأمن الفكري ومناهضة الإرهاب"، بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور منصور حسن.

وقال مفتي الجمهورية إن أول سمات التدين الصحيح عدم الانفصال بين الإيمان القلبي وعمل الجوارح، فالعلاقة بين إيمان القلب وعمل الجوارح من أهم قضايا الإيمان، فلا يمكن أن يكون إنسان كامل الإيمان في القلب مع عدم عمل الجوارح مطلقًا، ولقد ذكر القرآن الكريم الإيمان وذكر معه العمل الصالح في أكثر من سبعين آية.

وأضاف أن من سمات التدين الصحيح هو الإخلاص في القول والعمل، موضحًا أن الإخلاص هو أن يريد بطاعته التقرب إليه تعالى وحده، وليس تصنعًا لمخلوق، أو اكتسابَ محمدة عند الناس، فالمتدين حقًّا غايته رضا الله، يعبد الله كأنه يراه، وأفعاله وأقواله موجهة لله وحده ابتغاء الأجر والثواب؛ فلا يتاجر بالدين ولا يستغله للوصول إلى تحقيق مآربه.

وتابع المفتي أن تتبُّع المنهج الشرعي الصحيح المأخوذ عن العلماء يُعد من أهم سمات التدين الصحيح، وهذا المنهج هو ما عبَّر عنه ابن عباس حين قال للخوارج: "جئتكم من عند أمير المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم" فأخبر أنه جاءهم من عند الصحابة، الوارثين العلم عن النبي الكريم، وورَّثوه للتابعين وتابعيهم حتى وصل إلى الأزهر الشريف، ذلك المنهج الصحيح الذي يربط بين الشكل والمضمون بوضوح تام، ولا يفصل بحال بينهما.

وأردف مفتي الجمهورية قائلًا إن الأمة الإسلامية تميزت دون سائر الأمم بالوسطية، والتي تعني التوسط والاعتدال بين طرفي الإفراط والتفريط، ولقد سلك المتطرفون مسلك التشدد وركبوا مركب التعصب باسم التمسك بالسنة المطهرة، لكن نصوص السنة واضحة وقطعية في نبذ التشدد والغلو.

وأضاف أن عدم الانفصام بين العبادة والأخلاق هو من صحيح التدين، وقد اشتُهر على الألسنة أن الدين المعاملةُ، والمقصود بالمعاملة الأخلاق، وفي التدين الحقيقي لا فصل بين الإيمان والأخلاق والعمل، ويؤصل لهذا المعنى حديث جبريل عليه السلام المشهور، حين سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الإسلام والإيمان والإحسان، فقد بيَّن هذا الحديث الشريف أن الإسلام: شعائر وعقائد وأخلاق، والأخلاق هي مرتبة الإحسان.

وتابع المفتي أن المسلم الحق يكون مشاركًا بإيجابية في المجتمع، فلا يعيش كَلًّا على أحد، بل يسعى لعمله كما يسعى إلى صلاته، يصلح بين المتخاصمين، ويجود بماله ووقته من أجل الآخرين، ويحارب الفساد، ويتصدى للمنكرات، ويتعاون مع أفراد المجتمع من أجل رقيه والنهوض به امتثالًا لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.

وأوضح أن تقبل الآخر والتعايش معه بالتسامح والمحبة تُعد من سمات التدين الصحيح، فالإسلام يقرر أن الناس كلهم من أصل واحد، وأنهم خُلقوا كلهم من نفس واحدة، وأنهم جُعلوا شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، مبينًا أن المتدين تدينًا صحيحًا هو الذي يؤمن بأن البشر جميعًا تجمعهم رابطة الأخوة الإنسانية، فهو يقبل الطرف الآخر ولا يُقصيه؛ لأن الإسلام أكد وحدة البشرية وإن تعددت شرائعهم.

وعن احترام الأديان والمقدسات، قال مفتي الجمهورية إن الإسلام يدعو إلى احترام الأديان، كما يحرِّم الاعتداء على دور العبادة الخاصة بالمسلمين وغيرهم، ويدعو إلى تقبل التعددية العقدية؛ لأن الناس لن يجتمعون على دين واحد؛ لأن الاختلاف سنة الله في هذا الكون؛ قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً}.

وأضاف أن حب الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره يُعد أساسًا من أسس التدين الصحيح؛ لأن المسلم الحق هو الذي يحب وطنه ويعمل جاهدًا على دعم مقومات الدولة والحفاظ على مؤسساتها؛ لأن في ذلك حفاظًا على شعائر الدين ورعايةً لمصالح الخلق وانضباطًا لحياتهم، وهذا من الإصلاح الذي قال الله تعالى عنه: {وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ}، فالمتدين بحق هو أبعد الناس عن معاني الإفساد في الأرض.

وتابع أن "شريعة الإسلام ترشدنا إلى أن حب الوطن من الإيمان، وتبين لنا أن الانتماء الوطني أمر فطري وواجب شرعي، وتوضح لنا أن قوة الوطن قوة للدين، في حين أن دين الخوارج وأهل التدين المغشوش يعتبر محبة الأوطان شركًا، ويرى أن التعاون مع مؤسسات الدولة والعمل بها كفر، فهم في خصام وتنافر مع مظاهر عمارة الأرض وضد كل نجاح بشري، فهم لم يقدموا أي شيء نافع لمجتمعاتهم أو أمتهم".

واستعرض المفتي خلال الندوة ثمرات التدين الصحيح على الفرد والمجتمع والدولة، فأشار إلى أن التدين الصحيح بما يستلزمه من الإيمان يهدي الله صاحبه إلى معرفة الحق، وإلى العمل به، وإلى الشكر على النعم، والصبر على المكاره والمصائب، كما أنه يحقق التوازن بين مطالب الروح ومطالب الجسد، ويحقق الأمن والاستقرار النفسي؛ قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}.

وبالنسبة للمجتمع، أوضح مفتي الجمهورية أن من ثمرات التدين الصحيح تحقيق أمن واستقرار المجتمع من خلال تطبيق تعاليم الدين من قِبَل الأفراد، فيأمن كل إنسان في المجتمع على دينه ونفسه وعرضه وماله، كما أنه يحافظ على مؤسسات الدولة من التخريب والإفساد؛ بما يحفظ على الدولة هيبتها ويؤدي إلى استقرارها، ويعمل على تقدم الدولة بإنشاء المشروعات وجذب الاستثمارات والنهوض بالتنمية مما يؤدي إلى ازدهارها.

وقال: "على نقيض ما سبق، فقد انحرف عن منهج الإسلام القويم في القديم والحديث فئة فهموا الدين على غير مراده، فخالفوا مقاصده، وأتوا فيه بمعانٍ ومفاهيم جديدة وغريبة، ادَّعوا أنها تمثل صحيح الدين، وهذه الفئة الضالة قد ابتدعت دينًا موازيًا جديدًا، وهذه الجماعة هي جماعة الخوارج، وهم أصحاب التدين المغشوش".

وأضاف المفتي أن أصحاب التدين المغشوش يزعمون الاختصاص بالحق من دون سائر الخلق، رغم أن شريعة الإسلام تشهد للأمة كلها بالخيرية، يقول الله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، وقال النبي الكريم ﷺ: «وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ»، وجماعات الخوارج تخص نفسها بالهداية والاستقامة، وترمي الناس بالزيغ والهلاك، وتصف مجتمعات المسلمين بالجاهلية، وترى في نفسها أنها هي جماعة المسلمين.

ولفت إلى أن "الخوارج يتخذون الدين وسيلة لتحصيل أمور دنيوية، مع أن شريعة الإسلام تأمرنا بتنفيذ أوامر الله، والالتزام بالدين طاعةً لله عز وجل ورغبة في تحقيق رضاه، ودين الخوارج يجعل ذلك وسيلة تحقيق أهداف دنيوية يلبسونها ثوب الدين، فيرفعون شعار الدين يخدعون به الناس لتحصيل الدنيا، فضلًا عن غلوهم في الدين الذي من أبرز سماته الوسطية وعدم التنطع، قال سبحانه وتعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، وحذرنا النبي ﷺ من التشدد والغلو فقال: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ»، وأخبرنا ﷺ عن جوهر دعوته وحقيقتها فقال: «بُعِثْتُ بِالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ»، بينما دين الخوارج يرى أن التشدد والغلو علامة على حسن دين صاحبه".

وتابع المفتي أن أهل التدين المغشوش من شأنهم دائمًا الانتقاص من أهل الاختصاص والتطاول على علماء الأمة، ويجترئون بذلك على انتهاك المحرمات، ويصدرون الفتاوى الضالة، ويأمرون بالفتن، ويظنون أنفسهم من أهل العلم.

وفي المقابل، تحدَّث مفتي الجمهورية عن الآثار المترتبة على التدين المغشوش، فأشار إلى أن المتدين تدينًا مغشوشًا يشعر بثقل ما جاءت به الشريعة عليه بسبب تشدده وغلوه في الدين، وكذلك كراهية الناس له ونفورهم منه، وفشلهم في التواصل والتعايش معه.

وأضاف أن أهل التدين المغشوش يقومون بنشر ظاهرة التكفير بلا موجب، وما يترتب عليه من آثار لها خطرها على أفراد المجتمع؛ مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وقطع الوشائج والصلات بين أفراد المجتمع، كما يتساهلون في أمر سفك الدماء فتضعف حرمة دم الإنسان في النفوس؛ مما يؤدي إلى شيوع التطرف الفكري وغياب المنهج الشرعي الصحيح المأخوذ عن العلماء.

أما عن تأثير التدين المغشوش على الدولة، فأوضح مفتي الجمهورية أنه يؤدي إلى تخريب المؤسسات وإفسادها، والعمل على انهيار كيانها، مما يؤدي إلى ضياع الدولة وفقدها هويتها، وعرقلة مسيرة التنمية التي تؤدي إلى تقدم الدولة وازدهارها.

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية جامعة بني سويف

آخر الأخبار